إنجيل القدّيس متّى 38-36:9
رَأَى يَسُوعُ الجُمُوعَ تَحَنَّنَ عَلَيْهِم، لأَنَّهُم كَانُوا مَنْهُوكِيْن، مَطْرُوحِينَ مِثْلَ خِرَافٍ لا رَاعِيَ لَهَا.
حينَئِذٍ قَالَ لِتَلامِيْذِهِ: «إِنَّ الحِصَادَ كَثِيْر، أَمَّا الفَعَلَةُ فَقَلِيْلُون.
أُطْلُبُوا إِذًا مِنْ رَبِّ الحِصَادِ أَنْ يُخِرِجَ فَعَلَةً إِلى حِصَادِهِ».
إرشادات روحيّة للمرسلين
«فاسأَلوا رَبّ الحَصادِ أَن يُرسِلَ عَمَلَةً إِلى حَصادِه»
لكي يحصل العديد من النّاس على خارج جيّد وداخل مليء بمشاعر كبيرة نحو الله يكتفون... بالمناجاة القلبيّة إلى الله من خلال الصلاة... لا يخطئنّ أحد: أنّ مهمّتنا برمّتها تقتضي القيام بالأعمال. وهذا صحيح لدرجة أنّ الرَّسول يوحنا قد قال لنا في سفر الرؤيا إنّ أعمالنا هي الوحيدة التي ستتبعنا إلى الحياة الأخرى (راجع رؤ 14: 13). دعونا إذًا نتأمّل في هذا: هناك الكثير من الأشخاص الذين يبدون فاضلين، خصوصًا في هذا الزمن. وهم بالفعل كذلك. ومع ذلك، يميلون إلى سلوك طريق ليّن وناعم بدلاً من الصلاة الشاقّة والصلبة.
إنّ الكنيسة تُقارَن بموسم حصاد كبير يتطلّب عمّالاً ولكن ليس أي عمّال، إنّما عمّال يعملون. ليس هناك أيّ شيء متطابق مع الإنجيل أكثر من أن نُخزّن فينا النور، والقوّة التي تكتسبها أنفسنا من خلال المناجاة القلبيّة، وقراءة الكتب المقدّسة والعزلة... كلّ هذا من جهة، ومن جهة أخرى علينا الذهاب لمشاطرة الناس بهذه التغذية الروحيّة. علينا فعل ما قام به ربّنا ورسله من بعده. إنّه جمع ما قامت به مرتا وما قامت به مريم. أي علينا أن نقتدي بالحمامة التي تأكل نصف صيدها وتضع الباقي في فم أطفالها، من خلال منقارها، بُغية إطعامهم. هذا هو إذًا ما يجب أن نقوم به، هكذا يجب أن نشهد لله بأنّنا نحبّه من خلال الأفعال والأعمال التي نقوم بها. إنّ مهمتنا تقتضي بأن نقوم بالأعمال.
#شربل سكران بألله