إنجيل القدّيس لوقا 37-29:10
أَرادَ عَالِمُ التَوْرَاةِ أَنْ يُبَرِّرَ نَفْسَهُ، فَقَالَ لِيَسُوع: «وَمَنْ هُوَ قَريبِي؟».
فَأَجابَ يَسُوعُ وَقَال: «كانَ رَجُلٌ نَازِلاً مِنْ أُورَشَلِيمَ إِلى أَرِيحَا، فَوَقَعَ في أَيْدِي اللُّصُوص، وَعَرَّوهُ، وَأَوْسَعُوهُ ضَرْبًا، وَمَضَوا وَقَدْ تَرَكُوهُ بَيْنَ حَيٍّ وَمَيْت.
وَصَدَفَ أَنَّ كَاهِنًا كَانَ نَازِلاً في تِلْكَ الطَّرِيق، وَرَآهُ، فَمَالَ عَنْهُ وَمَضَى.
وَمَرَّ أَيْضًا لاوِيٌّ بِذلِكَ المَكَان، وَرَآهُ، فَمَالَ عَنْهُ وَمَضَى.
ولكِنَّ سَامِرِيًّا مُسَافِرًا مَرَّ بِهِ، وَرَآهُ، فَتَحَنَّنَ عَلَيْه،
وَدَنَا مِنْهُ، وَضَمَّدَ جِرَاحَهُ، سَاكِبًا عَلَيْها زَيْتًا وَخَمْرًا. ثُمَّ وَضَعَهُ عَلَى دَابَّتِهِ، وَذَهَبَ بِهَ إِلى الفُنْدُق، وٱعْتَنَى بِهِ.
وفي الغَد، أَخْرَجَ دِينَارَينِ وَأَعْطاهُمَا لِصَاحِبِ الفُنْدُق، وَقَالَ لَهُ: إِعْتَنِ بِهِ، وَمَهْمَا أَنْفَقْتَ فَأَنَا أُوفِيكَ عِنْدَ عَوْدَتي.
فَمَا رَأْيُكَ؟ أَيُّ هؤُلاءِ الثَّلاثَةِ كَانَ قَريبَ ذلِكَ الرَّجُلِ الَّذي وَقَعَ في أَيْدِي اللُّصُوص؟».
فَقَالَ: «أَلَّذي صَنَعَ إِلَيْهِ ٱلرَّحْمَة». فَقَالَ لَهُ يَسُوع: «إِذْهَبْ، وٱصْنَعْ أَنْتَ أَيْضًا كَذلِكَ».
العظة 15 عن نشيد الإنشاد
السامري الصالح
"هذا حَبيبي وهَذا خَليلي يا بَناتِ أورَشَليم" (نش 5: 16). إنّ العروس في نشيد الأناشيد تشير إلى ذاك الذي تبحث عنه وكأنّي بها تقول: "هذا هو الذي أبحث عنه، هو الذي صعد من أرض يهوذا لكي يصبح أخًا لنا؛ لقد أصبح صديقًا للرجل الذي وقع في أيدي اللصوص، "فدَنا منه وضَمَدَ جِراحَه، وصَبَّ علَيها زَيتًا وخَمرًا، ثُمَّ حَمَلَه على دابَّتِه وذَهَبَ بِه إِلى فُندُقٍ واعتَنى بِأَمرِه. وفي الغَدِ أَخرَجَ دينارَيْن، ودَفَعهما إِلى صاحِبِ الفُندُقِ وقال: اِعتَنِ بِأَمرِه، ومَهْما أَنفَقتَ زيادةً على ذلك، أُؤَدِّيهِ أَنا إِليكَ عِندَ عَودَتي". إنّ لكلّ من هذه التفاصيل معانٍ واضحة جدًّا.
كان عالم الشريعة يجرّب الربّ يسوع ويحاول أن يتعالى على الآخرين؛ في تفاخره، كان يسخر من كلّ مساواة مع الآخرين، قائلاً: "مَن هو قريبي؟". فأجابه الربّ يسوع، كلمة الله، على شكل رواية، كلّ القصّة المقدّسة للرحمة الإلهيّة: حكى عن سقوط الإنسان في كمين اللصوص، وانتزاع ملابسه غير القابلة للفساد، والجروحات التي سبّبها السقوط في الخطيئة، واكتساح الموت لنصف طبيعتنا (إذ أنّ روحنا بقيت غير مائتة)، وعدم جدوى الشريعة (إذ لا الكاهن ولا اللاوي -اللذان يمثّلان الشريعة - ضمّدا جراح الذي وقع بين أيدي اللصوص).
بالفعل، لقد كان من غير الممكن أن يمحو "دَمُ التُّيوسِ والثِّيرانِ" الخطيئة (عب 9: 13)؛ فالذي يمكنه أن يفعل ذلك، هو وحده مَن لبس كلّ الطبيعة الإنسانيّة لليهود والسامريّين والإغريق، أي بكلمة واحدة، طبيعة كلّ البشريّة. لقد أتى بجسده (الذي تمثّله الدابة في هذا المثل) إلى مكان شقاء الإنسان. شفى جراحه، وجعله يرتاح على دابته الخاصّة، وجعل من رحمته فندقًا، حيث كلّ مَن يتألّم وينحني تحت الثقل، يجد الراحة (مت 11: 28).
#شربل سكران بألله