إنجيل القدّيس متّى 15-13:23
قالَ الرَبُّ يَسُوع: «أَلوَيلُ لَكُم، أَيُّها الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّونَ المُراؤُون! لأَنَّكُم تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاواتِ في وَجْهِ النَّاس، فلا أَنْتُم تَدْخُلُون، ولا تَدَعُونَ الدَّاخِلينَ يَدْخُلُون.
...
أَلوَيلُ لَكُم، أَيُّهَا الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّونَ المُراؤُون! لأَنَّكُم تَطُوفُونَ البَحْرَ والبَرّ، لِتُحَوِّلُوا وثَنِيًّا وَاحِدًا إِلى دِيَانَتِكُم، ومَتَى صَارَ يَهُودِيًّا، تُحَوِّلُونَهُ ٱبْنَ جَهَنَّم، ضِعْفَ مَا أَنْتُم عَلَيْه.
«الوَيلُ لَكم أَيُّها الكَتَبَةُ و الفِرِّيسيُّونَ المُراؤون، فإِنَّكم تُقفِلونَ مَلكوتَ السَّمَواتِ في وُجوهِ النَّاس»
"الوَيلُ لَكم أَيُّها الكَتَبَةُ والفِرِّيسيُّونَ المُراؤون!" ليس ذاك الذي يتنبّأ بالويلات هو مَن يجعل الخاطئين يتعرّضون لها، بل الخطايا التي يقترفُها هؤلاء هي التي تجعلهم مستحقّين للعقاب الذي يتنبّأ به الله لهم ليُعيدَهم إلى طريق الخير. وهذه هي الحال بالنسبة إلى الوالد الذي يوبّخ ابنه بالوعيد. هو لا يستخدمُ هذا الوعيد لأنّ ابنَه يستحقّه بسبب عيوبه؛ بل على العكس، هو يفعلُ ذلك لإبعاده عنه. والحال هذه فقد أعطانا ربّنا سبب هذا الوعيد: "إِنَّكم تُقفِلونَ مَلكوتَ السَّمَواتِ في وُجوهِ النَّاس" إلخ...
هذان الأمران على صلة وثيقة ببعضهما البعض، إذ يكفي أن نمنعَ الآخرين من الدخول إلى ملكوت السَّمَواتِ لكي نُحرمَ منه. ملكوت السَّمَواتِ هو الكتاب المقدّس الذي يحمل معرفة ملكوت السَّمَواتِ؛ وباب السَّمَواتِ هو الذكاء الذي يُساعدُ على فهم هذه المعرفة... ملكوت السَّمَواتِ هو فرح السماء؛ والباب هو الرّب يسوع المسيح الذي به نبلغُ هذا الفرح العظيم؛ والبوّابون هم الكهنة الذين نالوا سلطة تعليم الكتاب المقدّس وتفسيره؛ والمفتاح هو معرفة الكتاب المقدّس، هذه المعرفة التي تفتحُ أمام البشر أبواب الحقيقة، وفتح هذا الباب يعني تفسير الكتاب المقدّس وفقًا لمعناه الحقيقيّ. لاحظوا أنّه لم يقلْ: الويلُ لكم يا مَن لا تَفتَحون، بل يا مَن تُقفِلون. إذًا، هذا يعني أنّ الشريعة ليست مُقفَلة، رغم أنّها تحمل بعض الأمور الغامضة.
#شربل سكران بألله