إنجيل القدّيس لوقا 34-32:12
قالَ الربُّ يَسوعُ: «لا تَخَفْ، أَيُّها القَطِيعُ الصَّغِير، فَقَدْ حَسُنَ لَدَى أَبِيكُم أَنْ يُعْطِيَكُمُ المَلَكُوت.
بِيعُوا مَا تَمْلِكُون، وَتَصَدَّقُوا بِهِ، وٱجْعَلُوا لَكُم أَكْيَاسًا لا تَبْلَى، وَكَنْزًا في السَّماوَاتِ لا يَنفَد، حَيْثُ لا يَقْتَرِبُ سَارِق، ولا يُفْسِدُ سُوس.
فَحَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكُم، هُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا قَلْبُكُم.
كنزٌ خفيّ
قالت العروس في نشيد الأناشيد... "في اللَّيالي على فِراشي اْلتَمَستُ مَن تُحِبُّه نَفْسي اِلتَمَسته فما وَجَدتُه، أَنهَضُ وأَطوفُ في المَدينة في الشَّوارِعِ وفي السَّاحات... حَتى وَجَدت مَن تحِبُّه نَفْسي فأَمسَكتُه ولَن أُطلِقَه" (نش 3: 1-4). إنّ الرّب يسوع لا يريدنا أن نجد الراحة في حضوره الرائع، لذا يستتر... آه! يا له من نغم لقلبي صمت ربّي يسوع هذا. فهو جعل نفسه فقيرًا حتّى نتمكّن من الإحسان إليه، ومدّ يده إلينا كمتسوّل لكي يستطيع في يوم دينونته المشرق، عندما يظهر في مجده، أن يُسمعنا هذه الكلمات العذبة: "تعالوا يا مباركي أبي، لأنّي جعتُ فأطعمتموني، وعطشتُ فسقيتموني، وكنت غريبًا فآويتموني، ومريضًا فعُدتموني، وسجينًا فجئتم إليَّ" (راجع مت 25: 34-36). إنّ الرّب يسوع هو من قال هذه الكلمات، وهو الذي يستجدي حبَّنا. لقد وضع نفسه تحت رحمتنا إذا صحَّ التعبير، وهو لا يريد أن يأخذ شيئًا بدون أن نعطيه إيّاه...
إنّ الرّب يسوع هو كنزٌ دفين، وخيرٌ لا يثمَّن، لا تعثر عليه إلاّ نفوسٌ قليلة، لأنَّه محجوب بينما العالم يحبّ ما يلمع. آه، لو شاء الرّب يسوع أن يظهر لجميع النفوس بكلّ عطاياه التي لا توصف، لما كانت استخفّت به نفس واحدة؛ لكنَّه لا يريدنا أن نحبّه لعطاياه، بل يجب أن يكون هو نفسه مكافأة لنا.
للعثور على شيء خفي، علينا أن نحتجب؛ لذا، يجب أن تكون حياتنا سرًّا، ويجب علينا أن نشبه الرّب يسوع الذي كان "وجهه مستورًا" (راجع إش 53: 3)... إنّ الرّب يسوع يحبّك حبًّا عظيمًا بحيث أنّك لو رأيته ستشعر بسعادة فائقة... لكنّك لا تراه وتتألّم. قريبًا، سيقوم الرّب يسوع "لِيُخَلِّصَ وُضَعاءَ الأَرضِ جَميعًا" (مز76[75]: 10).
#شربل سكران بألله