إنجيل القدّيس لوقا 15-12:14
قَالَ الرَبُّ يَسُوعُ لِلَّذي دَعَاه إِلى تنَاولِ الطَعَام: «إِذَا صَنَعْتَ غَدَاءً أَوْ عَشَاءً، فَلا تَدْعُ أَصْدِقَاءَكَ، ولا إِخْوَتَكَ، وَلا أَنْسِباءَكَ، وَلا جِيرانَكَ الأَغْنِيَاء، لِئَلاَّ يَدْعُوكَ هُمْ أَيْضًا بِالمُقَابِل، وَيَكُونَ لَكَ مُكافَأَة.
بَلْ إِذَا صَنَعْتَ وَلِيمَةً فٱدْعُ المَسَاكِين، وَالمُقْعَدِين، والعُرْج، وَالعُمْيَان.
وَطُوبَى لَكَ، لأَنَّهُم لَيْسَ لَهُم مَا يُكَافِئُونَكَ بِهِ، وَتَكُونُ مُكَافَأَتُكَ في قِيَامَةِ الأَبْرَار».
وَسَمِع أَحَدُ المَدْعُوِّينَ كَلامَ يَسُوعَ فَقالَ لَهُ: «طُوبَى لِمَنْ يَأْكُلُ خُبْزًا في مَلَكُوتِ الله!».
«وَلَكِن إِذا أَقَمتَ مَأَدُبَة، فَٱدعُ ٱلفُقَراءَ»
أنّ ندخل في مشاعر الرّب هو بمثابة تكريم له، كما هو الحال حين نقدِّر هذه المشاعر، وحين نفعل ما فعله وننفّذ ما أمر به. والحال إنّ أعظم مشاعره كانت العناية بالفقراء لشفائهم، مواساتهم، إغاثتهم والتّوصية بهم؛ هنا كانت عاطفته. وهو بذاته أراد أن يُولَدَ فقيرًا، كما أراد أن يستضيفَ في رفقته فقراء، وأن يخدمَ الفقراء، وأن يضعَ نفسه مكانهم، حتى إنّه قال إنّ الخير والشر اللذين نصنعهما للفقراء، سوف يعتبرهما موجّهان لذاته الإلهية (راجع مت 40: 25).
أي حبّ عطوف أكثر من ذلك كان بإمكانه الإعراب عنه للفقراء! وأيّ حب، إن سمحتم، نستطيع أن نكنّه له، إذا لا نحب ما أحبّه هو؟ وبذلك، إنّه بمثابة حبّه بالطّريقة الصّحيحة، أن نحب الفقراء؛ وإنّه بمثابة خدمته خدمة حسنة وتكريمه مناسبًا، أن نقتدي به...
إنّما، إن كان المخلّص الخيّر هذا يعتبر نفسه مكرّمًا بهذا الاقتداء، فكم علينا أكثر أن نعتبره تكريمًا أعظم أن نجعل أنفسنا بذلك مشابهين له! ألا يبدو لكم انّه ها هو باعث قوي للغاية لكي تُجدّدوا في أنفسكم حماسكم الأوّل؟ في رأيي، أعتقد أنّه يجب علينا اليوم أن نقدّم أنفسنا إلى صاحب الجلالة الإلهية...، بِحيث يُقال فيكم من الآن فصاعدًا إنّ "مَحبَّةَ المسيحِ هي التي تَأخُذُ بِمَجامعِ قلوبِكم" (2كور 5: 14).
#شربل سكران بألله