تخطت عجائب القديس شربل لبنان ووصلت الى العالم، فهذا الراهب القديس الذي أمضى حياته في خدمة الله والصلاة تخطّت عجائبه لبنان ووصلت الى أميركا وتحديدا الى ولاية أريزونا التي شهدت واحدة من أكثر العجائب تأثيراً مع أم لأربعة أولاد لم تكن ترى.
فعلت ذخائر القديس شربل التي حطّت رحالها في كنيسة القديس يوسف في الولاية المذكورة في العام 2016 فعلها.
ففي 18 كانون الثاني من ذلك العام، حصلت المعجزة مع الإسبانية “دافني غوتيريز” وهي واحدة من بنات الرعية التي كانت مصابة بالعمى.
في هذا السياق، يوضح كاهن رعية مار يوسف وسام عقيقي أن “السيدة غوتيريز كانت تعاني منذ العام 2013 من ارتفاع ضغط الدم داخل الجمجمة دون أن يعرف السبب، إضافة إلى إصابتها بالعمى”، لافتاً الى أن “دافني تعالجت كثيراً ولكنها لم تنجح في الشفاء عبر اجراء جراحات وتناول أدوية”.
يلفت الأب عقيقي عبر “النشرة” الى أنه “في إحدى الايام، وفيما كانت دافني تصلي، عاد بصرها، وهي كانت مصرّة أن الشفاء تمّ بأعجوبة من القديس شربل”، مضيفا: “في حينها استشرت مجموعة من الأطباء للتحقيق في الأمر، وأجريت مراجعة مكثفة للسجلات الطبية للسيدة غوتيريز وكذلك تكررت الفحوصات الطبية، ووفقًا للطبيبة آن بوريك، طبيبة الطب الباطني المعتمدة، “فهذا شيء لا نراه، العصب البصري التالف طويل الأمد الذي يسبب العمى، بدا فجأة طبيعيًا خلال يومين مع استعادة كاملة للرؤية”، ويقول الأب عقيقي “يد “شربل” الخفيّة فعلت فعلها مع دافني وأنا كنت أقول دائما ستتمكن والدتكم من رؤيتكم مرة أخرى، وهذا سيتمّ عبر الإيمان، وهكذا حصل”.
هزّت أعجوبة دافني ولاية أريزونا ومعها الولايات المتحدة الاميركيّة، ويشير كاهن رعية مار شربل في كاليفورنيا الأب غطاس خوري الى أن “حضور مار شربل كبير في كلّ أميركا وتأثيره إيجابي في كلّ العالم، وقد بدأ من بقاعكفرا”، مضيفا: “اتذكر الأعجوبة التي حصلت مع فتاة في العام 1950 في بقاعكفرا والتي عبرها انتشر اسم “شربل” في كلّ العالم، حينها كانت الفتاة مريضة فأخذها والدها الى عنّايا ونذرها فشفيت وحين كبرت أصبحت راهبة”، شارحاً أن “هذه الأعجوبة أثّرت كثيراً في البلدة وجعلت اسم “شربل” ينتشر في بلدته كما هزّت قضية دافني الولايات المتحدة”.
بدوره الأب ميلاد مخلوف يشدّد على أن “قدرة شربل على اجتراح كل هذه العجائب سببه قربه من الله، وقد تميزت حياته بالقداسة، وقداسته هي لتلبية حاجات الناس، وهو وجميع القديسين يكمّلون عمل الله معطي هذه النعم الّتي ننالها منه، وقرب القديسين من الله جعلهم يغرفون من محبّة يسوع”، مؤكدا أن “العجائب ليست كسرا للروتين الطبيعي الذي خلقه الله، بل إن الله سمح أن نكون ضعفاء وأن نمرض وأن نموت، ولكن هناك مرات بايمان المؤمنين وبوعي وارادة وقرار من الله يستجيب لشفاء معيّن من أجل رسالة ما يقوم بها من شفي”.
يرى الأب ميلاد مخلوف أنه “وجب ان نصلي لمواجهة الواقع بقوة الله، ورغم كل الصعوبات يدعم مار شربل كل مؤمن حتى لا يفقد ايمانه وحتى تتحقق ارادة الله”، معتبرا أن “الصلاة هي السلاح الاقوى ضد أيّ تجربة”.