سفر عاموس 24-21:5
لقَد أَبْغَضْتُ أَعْيَادَكُمْ ونَبَذتُها ولَم تَطِبْ ليَ ٱحتِفَالاتُكم.
إِذَا أَصعَدتُم لِي مُحْرَقَاتِ... وَتَقْدِمُكُمْ لاَ أَرْتَضِي بِها وَلا اتَطَلّعُ إلى الذَبَائِحَ السَّلاَمَيةِ مِنْ مُسَمَّنَاتِكُمْ .
أَبْعِدْ عَنِّي جَلَبَة أَنَاشِيدِكَ فلا أسمَع عَزْفَ عيدانِك.
بل لِيَجْرِ الْحَقُّ كَالْمِيَاهِ وَالْبِرُّ كَنَهْرٍ لا يَنْقَطِع.
يا إِخوَتِي : إِنِّي أَحْسَبُ أَنَّ آلامَ الوَقْتِ الحَاضِرِ لا تُوَازِي المَجْدَ الَّذي سَوْفَ يتَجَلَّى فينَا.
فإِنَّ الخَليقَةَ تَنْتَظِرُ بِفَارِغِ الصَّبْرِ تَجَلِّيَ أَبْنَاءِ الله؛
لأَنَّ الخَليقَةَ أُخْضِعَتْ لِلبَاطِل، لا طَوْعًا، بَل «بِسُلْطَانِ اللهِ الَّذي أَخْضَعَهَا»، ولكِنْ عَلى رَجَاءِ
أَنَّ الخَليقَةَ نَفْسَهَا سَتُحَرَّرُ هيَ أَيْضًا مِنْ عُبُودِيَّةِ الفَسَادِ إِلى حُرِّيَةِ مَجْدِ أَوْلادِ الله.
ونَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ الخَليقَةَ كُلَّهَا مَعًا تَئِنُّ وتَتَمَخَّضُ إِلى الآن.
ولكِنْ لا هيَ فَحَسْب، بَلْ نَحْنُ أَيْضًا الَّذينَ لَنَا بَاكُورَةُ الرُّوح، نَحْنُ أَيْضًا نَئِنُّ في أَنْفُسِنَا، مُنْتَظِرِينَ التَّبَنِّيَ أَيْ فِدَاءَ جَسَدِنَا.
فإِنَّنَا بِالرَّجَاءِ خُلِّصْنَا. والرَّجَاءُ الَّذي يُرَى لَيْسَ رَجَاء. فهَلْ يَرْجُو أَحَدٌ مَا يَرَاه؟
أَمَّا إِذَا كُنَّا نَرْجُو مَا لا نَرَاه، فَبِالصَّبْرِ نَنْتَظِرُهُ.
وهكَذَا فَٱلرُّوحُ نَفْسُهُ يَعْضُدُنَا في ضُعْفِنَا، لأَنَّنَا لا نَعْرِفُ أَنْ نُصَلِّيَ كَمَا يَنْبَغِي، لكِنَّ الرُّوحَ نَفْسَهُ يَشْفَعُ لَنَا بِأَنَّاتٍ لا تُوصَف.
والَّذي يَفَحَصُ القُلُوبَ يَعْرِفُ رَغْبَةَ الرُّوح، وهيَ أَنَّهُ يَشْفَعُ لِلقِدِّيسِينَ بِمَا يُوَافِقُ مَشِيئَةَ الله.
#شربل سكران بألله