أَمَّا الْمَكَّابِيُّ وَالَّذِينَ مَعَهُ فَاسْتَرَدُّوا الْهَيْكَلَ وَالْمَدِينَةَ بِقيادَةِ الرَّبّ،
وَهَدَمُوا الْمَذَابِحَ الَّتِي كَانَ الأَجَانِبُ قَدْ بَنَوْهَا فِي السَّاحَةِ وَخَرَّبُوا أَمَاكِنَ الْعِبَادَة.
وبَعْدَ أَن طَهَّرُوا الْهَيْكَلَ، صَنَعُوا مَذْبَحًا آخَرَ، وَٱقْتَرَحُوا حِجَارَةً ٱقْتَبَسُوا مِنْهَا نَارًا وَقَدَّمُوا ذَبِيحَةً بَعْدَ مُدَّةِ سَنَتَيْنِ، وَهَيَّأُوا الْبَخُورَ وَالسُّرُجَ وَخُبْزَ التَّقْدِمَةِ.
وَلَمَّا أَتَمُّوا ذلِكَ، جَثَوا بِصُدُورِهِمْ وٱبْتَهَلُوا إِلَى الرَّبِّ أَنْ لاَ يُصَابُوا بِمِثْلِ تِلْكَ الشُّرُورِ، وأَن يُؤَدِّبُهُمْ هُوَ بِحلمٍ إِن خَطِئُوا ، وَلاَ يُسَلِّمُهُمْ إِلَى أُمَمٍ مُجدِّفَةٍ وَحْشِيَّةٍ.
وَاتَّفَقَ أَنَّهُ فِي مِثْلِ الْيَوْمِ الَّذِي فِيهِ نَجَّسَ الْغُرَبَاءُ الْهَيْكَلَ، فِي ذلِكَ الْيَوْمِ عَيْنِهِ تَمَّ تَطْهِيرُ الْهَيْكَلِ، وَهُوَ الْيَوْمُ الْخَامِسُ وَالْعِشْرُونَ مِنْ ذلِكَ الشَّهْرِ الَّذِي هُوَ شَهْرُ كِسْلُوَ.
عَيَّدُوا ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ بِفَرَحٍ ،كَمَا فِي عِيدِ الأَكْواخ،
وَلِذلِكَ رَفًعًوا الأًناشيدَ إلى الَّذي يَسَّرَ تَطْهِيرَ مَكَانِهِ الْمُقدَّس.
وَفرَضوا فًريضة عَامًّة ومُثَبَّتَةٌ بالِاقْتِراع أَنْ تُعَيِّدَ جَمِيعُ أُمَّةِ الْيَهُودِ هذِهِ الأَيَّامَ فِي كُلِّ سَنَةٍ.
يا إِخوَتِي، أَمَّا المَسِيحُ فَقَدْ ظَهَرَ عَظِيمَ أَحْبَارِ الخَيْرَاتِ الآتِيَة، وٱجْتَازَ المَسْكِنَ الأَعْظَمَ والأَكْمَل، غَيرَ المَصْنُوعِ بِالأَيْدِي، أَيْ لَيْسَ مِن هذِهِ الخَليقَة،
فَدَخَلَ إِلى قُدْسِ الأَقْدَاسِ مَرَّةً واحِدَة، لا بِدَمِ التُّيُوسِ والعُجُول، بَلْ بِدَمِهِ هُوَ، فَحَقَّقَ لنَا فِدَاءً أَبَدِيًّا.
فإِذا كانَ رَشُّ دَمِ التُّيُوسِ والثِّيْرَانِ ورَمَادِ العِجْلَةِ على المُنَجَّسِين، يُقَدِّسُ أَجْسَادَهُم فَيُطَهِّرُهُم،
فَكَم بِالأَحْرَى دَمُ الْمَسِيح، الَّذي قَرَّبَ نَفْسَهُ للهِ بِالرُّوحِ الأَزَلِيِّ قُرْبَانًا لا عَيْبَ فِيه، يُطَهِّرُ ضَمِيرَنَا منَ الأَعْمَالِ المَيْتَة، لِنَعْبُدَ اللهَ الحَيّ!
ولِذلِكَ فَهُوَ الوَسِيطُ لِعَهْدٍ جَدِيد، وقَدْ صَارَ مَوتُهُ فِدَاءً لِتَعَدِّيَاتِ العَهْدِ الأَوَّل، حَتَّى يَنَالَ بِهِ المَدْعُوُّونَ وَعْدَ الْمِيْرَاثِ الأَبَدِيّ.
#شربل سكران بالله