يا إِخْوَتِي، أُنَاشِدُكُم أَنَا الأَسيرَ في الرَّبِّ أَنْ تَسِيرُوا كَمَا يَلِيقُ بالدَّعْوَةِ الَّتي دُعِيتُم إِلَيْهَا،
بكُلِّ تَوَاضُعٍ ووَدَاعَة، وبِطُولِ أَنَاة، مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُم بَعْضًا بِمَحَبَّة،
ومُجْتَهِدِينَ أَنْ تُحَافِظُوا عَلى وَحدَةِ الرُّوحِ بِرِبَاطِ السَّلام.
إِنَّ الجَسَدَ واحِدٌ والرُّوحَ وَاحِد، كَمَا دُعِيتُم أَيضًا بِرَجَاءِ دَعْوَتِكُمُ الوَاحِد؛
وإِنَّ الرَّبَّ وَاحِد، والإِيْمَانَ وَاحِد، والمَعمُودِيَّةَ وَاحِدَة؛
وإِنَّ اللهَ وَاحِدٌ وهُوَ أَبُو الجَمِيع، فَوقَ الجَمِيع، وبِالجَمِيعِ وفي الجَمِيع.
ولكِنْ لِكُلِّ واحِدٍ مِنَّا وُهِبَتِ النِّعْمَةُ على مِقْدَارِ عَطِيَّةِ المَسِيح.
لِذَلِكَ يَقُولُ الكِتَاب: «صَعِدَ إِلى العُلَى فسَبَى السَّبْيَ وأَعْطى النَّاسَ العَطايَا».
فقَولُهُ «صَعِدَ»، أَيَّ شَيءٍ يَعْنِي سِوَى أَنَّهُ نَزَلَ أَيضًا إِلى أَسَافِلِ الأَرْض؟
إِنَّ الَّذي نَزَلَ هُوَ نَفْسُهُ الَّذي صَعِدَ إِلى أَعْلى جَمِيعِ السَّمَاوَات، لِيَمْلأَ كُلَّ شَيء.
وهُوَ الَّذي أَعْطى بَعْضًا أَنْ يَكُونُوا رُسُلاً، وبَعضًا أَنْبِيَاء، وبَعضًا مُبَشِّرِين، وبَعضًا رُعاةً ومُعلِّمين،
لِكَمَالِ القدِّيسِين، وَلِعَمَلِ الخِدْمَة، وَلِبُنْيَانِ جَسَدِ المَسِيح،
حتَّى نَصِلَ جَميعُنَا إِلى وَحْدَةِ الإِيْمَانِ ومَعْرِفَةِ ٱبنِ الله، إِلى الإِنْسَانِ المُكْتَمِل، إِلى مِقْدَارِ قَامَةِ مِلْءِ المَسِيح.
#شربل سكران بالله