إنِي نَائِمَةٌ وَقَلْبِي مُسْتَيْقِظٌ إِذا بصَوْتِ حَبِيبِي قَارِعًا أنِ اِفْتَحِي لِي يَا أُخْتِي يَا خَلِيلَتِي يَا حَمَامَتِي يَا كَامِلَتِي فإنَّ رَأْسِي قدِ امْتَلَأَ مِنَ النَّدى وَخصائِلي مِنْ قَطَراتِ اللَّيْلِ.
قَدْ نزعْتُ ثَوْبِي فَكَيْفَ أَلْبِسُهُ؟ قَدْ غَسَلْتُ رِجْلَيَّ فَكَيْفَ أُوَسِّخُهُمَا؟
حَبِيبِي أرسَلَ يَدَهُ مِنَ الْثَّقب فَتحرَّكتْ لَهُ أَحْشَائِي.
فقُمْتُ لأَفْتَحَ لِحَبِيبِي وَكَانت يَدَايَ تَقْطُرَانِ مُرًّا وَأَصَابِعِي بالمُرِّ السَائِل عَلَى مِقْبَضِ الْمِزلاجِ.
ففَتَحْتُ لِحَبِيبِي لَكِنَّ حَبِيبِي وَلَّى وَمضى. نَفْسِي فَاضَتْ من تَوارِيه إِلتَمَستُهُ فَمَا وَجَدْتُهُ ودَعَوْتُهُ فَلم يُجِبْنِي.
صادَفنِي الْحُرَّاسُ الطَّائِفُون فِي الْمَدِينَةِ فضَرَبُونِي وجَرَحُونِي وحُرَّاسَ الأَسْوَارِ نَزَعُوا عَنِّي رِدائي.
أستَحْلِفُكُنَّ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ: إِنْ وَجَدْتُنَّ حَبِيبِي بِماذا تُخْبِرْنَهُ؟ بِأَنَّ الحُبًّ قد أَسقَمَني.
يا إخوَتِي، إِعْمَلُوا لِخَلاصِكُم بِخَوْفٍ ورِعْدَة، كَمَا أَطَعْتُمْ دَائِمًا، لا في حُضُورِي فَحَسْب، بَلْ بِالأَحرى وبِالأَكْثَرِ الآنَ في غِيَابِي.
فَٱللهُ هُوَ الَّذي يَجْعَلُكُم تُرِيدُونَ وتَعْمَلُونَ بِحَسَبِ مَرْضَاتِهِ.
إِفْعَلُوا كُلَّ شَيءٍ بِغَيْرِ تَذَمُّرٍ وَجِدَال،
لِكَي تَصِيرُوا بُسَطَاءَ لا لَومَ عَلَيْكُم، وأَبْنَاءً للهِ لا عَيْبَ فيكُم، وَسْطَ جِيْلٍ مُعْوَجٍّ ومُنْحَرِف، تُضِيئُونَ فيهِ كالنَّيِّراتِ في العَالَم،
مُتَمَسِّكِينَ بِكَلِمَةِ الحَيَاة، لٱفْتِخَارِي في يَومِ المَسِيح، بِأَنِّي مَا سَعَيْتُ ولا تَعِبْتُ بَاطِلاً.
لو أَنَّ دَمِي يُرَاقُ على ذَبِيحَةِ إِيْمانِكُم وخِدْمَتِهِ، لَكُنْتُ أَفْرَحُ وأَبْتَهِجُ مَعَكُم جَمِيعًا.
فَٱفْرَحُوا أَنْتُم أَيْضًا وٱبْتَهِجُوا مَعِي.
#شربل سكران بالله