وجاءَ العَمَالِقةً فَحَارَبوا اسْرَائِيلَ فِي رَفِيدِيمَ.
فَقَالَ مُوسَى لِيَشُوعَ: «اخْتَرْ لَنَا رِجَالا وَاخْرُجْ لمُحَاربَةِ العَمَالِقَة، وَغَدًا أنَا أقِفُ عَلَى رَاسِ التَّلَّ وَعَصَا اللهِ فِي يَدِي».
فَفَعَلَ يَشُوعُ كَمَا قَالَ لَهُ مُوسَى في أمرِ مُحَارَبَةِ العَمالِقة. أمَّا مُوسَى وَهَارُونُ وَحُورُ فَصَعِدُوا إلى رَأسِ التَّلّ.
فَكَانَ إذَا رَفَعَ مُوسَى يَدَهُ، يَغْلِبُ بَنُو اسْرَائِيل وَاذَا حَطَّها، تغلِب العَمالِقة.
وَلَمَّا ثَقُلَت يَدَا مُوسَى أخَذَا حَجَرًا وَجَعَلاهُ تَحْتَهُ، فَجَلَسَ عَلَيْهِ وأَسنَدَ هَارُونُ وَحُورُ يَدَيْهِ، أحَدُهما مِنْ هُنَا وَالاخَرُ مِنْ هُنَاكَ. فَكَانَتْ يَدَاهُ ثَابِتَتَيْنِ الَى مَغيبِ الشَّمْسِ.
فَهَزَمَ يَشُوعُ عَمَالِيقَ وَقَوْمَهُ بِحَدِّ السَّيْفِ.
وقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «اكْتُبْ هَذَا ذِكرًا فِي كِتَاب، وَضَع فِي أذُنَي يَشُوعَ انِّي سَأمْحُو ذِكْرَ عَمَالِيقَ مَحْوًا مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ».
وَبَنَى مُوسَى مَذْبَحا وَسَمَّاهُ «الرَّبُّ رايتِي».
يا إِخوَتِي، إِنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الهَالِكِينَ حَمَاقَة، أَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ المُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ الله؛
لأَنَّهُ مَكْتُوب: «سَأُبِيدُ حِكْمَةَ الحُكَمَاء، وأَرْذُلُ فَهْمَ الفُهَمَاء!».
فَأَيْنَ الحَكِيم؟ وأَيْنَ عَالِمُ الشَّرِيعَة؟ وأَيْنَ البَاحِثُ في أُمُورِ هذَا الدَّهْر؟ أَمَا جَعَلَ اللهُ حِكْمَةَ هذَا العَالَمِ حَمَاقَة؟
فَبِمَا أَنَّ العَالَمَ بِحِكْمَتِهِ مَا عَرَفَ اللهَ بِحَسَبِ حِكْمَةِ الله، رَضِيَ اللهُ أَنْ يُخَلِّصَ بِحَمَاقَةِ البِشَارَةِ الَّذِينَ يُؤْمِنُون؛
لأَنَّ اليَهُودَ يَطْلُبُونَ الآيَات، واليُونَانِيِّينَ يَلْتَمِسُونَ الحِكْمَة.
أَمَّا نَحْنُ فَنُنَادِي بِمَسِيحٍ مَصْلُوب، هُوَ عِثَارٌ لِليَهُودِ وحَمَاقَةٌ لِلأُمَم.
وأَمَّا لِلمَدْعُوِّينَ أَنْفُسِهِم، مِنَ اليَهُودِ واليُونَانِيِّين، فَهُوَ مَسِيحٌ، قُوَّةُ اللهِ وَحِكْمَةُ الله؛
فَمَا يَبْدُو أَنَّهُ حَمَاقَةٌ مِنَ اللهِ هُوَ أَحْكَمُ مِنَ النَّاس، ومَا يَبْدُو أَنَّهُ ضُعْفٌ مِنَ اللهِ هُوَ أَقْوَى مِنَ النَّاس.
#شربل سكران بالله