رُوحُ السَّيِّدِ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّ الرَّبَّ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأُضَمِّد جِراحَ المُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَسْبِيِّينَ بِالْعِتْقِ وَلِلْمَأْسُورِينَ بِالحُرِّيةِ،
لأُعلِنَ سَنَةَ الرَّبِّ المَقْبُولَةَ، وَيَوْمَ انْتِقَامٍ لإِلَهِنَا. لأُعَزِّيَ جَميعَ النَّائِحِينَ.
لأَمنَحَ نَائِحِي صِهْيَوْنَ تاجَ جَمَالٍ بَدَلَ الرَّمَادِ، وَدُهْنَ السُّرُورِ بَدَل النَّوْحِ، وَرِدَاءَ تَسْبِيحٍ بَدَلَ الرُّوحِِ الْيَائِسَةِ، فَيُدْعَوْنَ أَشْجَارَ الْبِرِّ وغَرْسَ الرَّبِّ لكّي يتَمَجَّد.
فَيُعَمِّرُونَ الْخرائِبَ الْقَدِيمَةَ، ويَبْنُون الدَّمَارَ الغَابِرَ، وَيُرَمِّمون الْمُدُنَ المُتَهَدِّمة، والخِرَبَ التي ٱنْقَضَتْ عَليها أَجْيَالٌ.
لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ أُحِبُّ الْعَدْلِ وأَمْقُتُ الإخْتلاِسَ والظُّلْمَ، وَأُكافئَهُم بأَمانَةٍ، وَأَقْطَعُ معَهُمْ عَهْدًا أَبَدِيًّا.
وَتَشْتَهِرُ ذُرِّيَّتُهُمْ بَيْنَ الأُمَمِ، ونَسْلُهُمْ وَسَطَ الشُّعُوبِ، وكُلُّ مَنّ يَراَهُمْ يَعْرِفَهُمْ، ويُقِرُّ أَنَّهُمْ شَعْبٌ بَارَكَهُ الرَّبُّ.
إِنَّني أبتهِجُّ حَقًّا بِالرَّبِّ وتَفْرَحُ نَفْسِي بِإِلَهِي!
يا إخوَتِي، نَحْنُ سُفَرَاءُ ٱلمَسِيح، وكَأَنَّ ٱللهَ نَفْسَهُ يَدْعُوكُم بِوَاسِطَتِنَا. فَنَسْأَلُكُم بِٱسْمِ المَسِيح: تَصَالَحُوا مَعَ ٱلله!
إِنَّ الَّذي مَا عَرَفَ الخَطِيئَة، جَعَلَهُ ٱللهُ خَطِيئَةً مِنْ أَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ فِيهِ بِرَّ ٱلله.
وَبِمَا أَنَّنا مُعَاوِنُونَ لله، نُنَاشِدُكُم أَلاَّ يَكُونَ قَبُولُكُم لِنِعْمَةِ ٱللهِ بِغَيْرِ فَائِدَة؛
لأَنَّهُ يَقُول: «في وَقْتِ الرِّضَى ٱسْتَجَبْتُكَ، وفي يَوْمِ الخَلاصِ أَعَنْتُكَ». فَهَا هُوَ الآنَ وَقْتُ الرِّضَى، وهَا هُوَ الآنَ يَوْمُ ٱلخَلاص.
فإِنَّنَا لا نَجْعَلُ لأَحَدٍ سَبَبَ زَلَّة، لِئَلاَّ يَلْحَقَ خِدْمَتَنَا أَيُّ لَوْم.
بَلْ نُظْهِرُ أَنْفُسَنَا في كُلِّ شَيءٍ أَنَّنَا خُدَّامُ ٱلله، بِثَبَاتِنا العَظِيمِ في الضِّيقَاتِ والشَّدَائِدِ والمَشَقَّات،
في الضَّرَبَات، والسُّجُون، والفِتَن، والتَّعَب، والسَّهَر، والصَّوْم،
وبِالنَّزَاهَة، والمَعْرِفَة، والأَنَاة، واللُّطْف، والرُّوحِ القُدُس، والمَحَبَّةِ بِلا رِيَاء،
في كَلِمَةِ الحَقّ، وقُوَّةِ ٱلله، بِسِلاحِ البِرِّ في اليَدَيْنِ اليُمْنَى واليُسْرَى،
في المَجْدِ والهَوَان، بالصِّيتِ الرَّدِيءِ والصِّيتِ الحَسَن. نُحْسَبُ كَأَنَّنَا مُضِلُّونَ ونَحْنُ صَادِقُون!
كأَنَّنَا مَجْهُولُونَ ونَحْنُ مَعْرُوفُون! كأَنَّنَا مَائِتُونَ وهَا نَحْنُ أَحْيَاء! كأَنَّنَا مُعَاقَبُونَ ونَحْنُ لا نَمُوت؛
كَأَنَّنَا مَحْزُونُونَ ونَحْنُ دَائِمًا فَرِحُون! كأَنَّنَا فُقَرَاءُ ونَحْنُ نُغْنِي الكَثِيرِين! كأَنَّنَا لا شَيءَ عِنْدَنَا، ونَحْنُ نَمْلِكُ كُلَّ شَيء!
#شربل سكران بالله