14 Nov
14Nov

الرسالة إلى العبرانيّين 10-1:10

يا إِخوَتِي، بِمَا أَنَّ الشَّرِيعَةَ تَحْتَوِي ظِلَّ الخَيْرَاتِ الآتِيَة، لا الحَقِيقَةَ ذَاتَهَا، فهِيَ لا تَقْدِرُ البَتَّةَ أَنْ تُبَلِّغَ إِلى الكَمَالِ أُولئِكَ الَّذِينَ يَتَقَرَّبُونَ مِنهَا، بِوَاسِطَةِ تِلْكَ الذَّبائِحِ نَفْسِهَا الَّتي تُقَدَّمُ كُلَّ سَنَةٍ على مَرِّ الدُّهُور.

وإِلاَّ، أَمَا كَانَ الَّذِينَ يُقَرِّبُونَ تِلْكَ الذَّبَائِحَ يَكُفُّونَ عَنْ تَقْدِيمِهَا، لَو أَنَّهُم تَطَهَّرُوا بِهَا مِنْ مَرَّةٍ واحِدَة، ولَمْ يَبْقَ في ضَمِيرِهِم أَيُّ شُعُورٍ بِالخَطِيئَة؟

ولكِنْ بِالعَكْس، فَإِنَّ في تِلْكَ الذَّبَائِحِ تَذْكِيرًا بِالخَطَايَا سَنَةً بَعْدَ سَنَة!

لأَنَّهُ يَسْتَحِيلُ عَلى دَمِ الثِّيْرَانِ والتُّيُوسِ أَنْ يُزِيلَ الخَطَايَا.

لِذلِكَ يَقُولُ عِنْدَ دُخُولِهِ إِلى العَالَم: «ذَبِيحَةً وقُرْبَانًا لَمْ تَشَأْ، لكِنَّكَ أَعْدَدْتَ لِي جَسَدًا.

ولَمْ تَرْضَ بِالمُحْرَقَاتِ عَنِ الخَطِيئَة.

حِينَئِذٍ قُلْتُ: هَاءَنَذَا آتٍ لأَعْمَلَ بِمَشِيئَتِكَ يَا أَلله، كَمَا كُتِبَ عَنِّي في دَرْجِ الكِتَاب».

فَبِقَولِهِ أَوَّلاً: «ذَبائِحَ وقَرَابِينَ ومُحْرَقَاتٍ عنِ الخَطايَا لَمْ تَشَأْ ولَمْ تَرْضَ بِهَا»، مَعَ أَنَّ تَقْدِيمَهَا يَتِمُّ بِحَسَبِ الشَّرِيعَة،

ثُمَّ بِقَولِهِ بَعْدَ ذلِكَ: «هاءَنَذَا آتٍ لأَعْمَلَ بِمَشِيئَتِكَ»، فهُوَ يُلغِي القَوْلَ الأَوَّلَ لِيُثْبِتَ الثَّانِي.

فَنَحْنُ بِمَشِيئَةِ اللهِ هذِهِ مُقَدَّسُون، بِتَقْدِمَةِ جَسَدِ يَسُوعَ المَسِيحِ مَرَّةً واحِدَة.



#شربل سكران بالله

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.