يا إخوَتي، كَانَ شَاوُلُ لا يَزَالُ يَنفُثُ على تَلامِيذِ ٱلرَّبِّ تَهْدِيدًا وتَقْتِيلاً، فَذَهَبَ إلى عَظيمِ ٱلأَحْبَار،
وطَلَبَ مِنْهُ رَسَائِلَ إِلى مَجَامِعِ دِمَشْق، حَتَّى إِذَا وَجَدَ أُنَاسًا على هذِهِ ٱلطَّرِيقَة، رِجَالاً ونِسَاءً، سَاقَهُم مَوْثُوقِينَ إِلى أُورَشَليم.
وفِيمَا هُوَ ذَاهِب، وقَدِ ٱقْتَرَبَ مِنْ دِمَشْق، إِذَا بِنُورٍ سَاطِعٍ مِنَ ٱلسَّمَاءِ يَلُفُّهُ بَغْتَةً.
فَسَقَطَ إِلى ٱلأَرْض، وسَمِعَ صَوْتًا يَقُولُ لَهُ: «شَاوُل، شَاوُل، لِمَاذَا تَضْطَهِدُني؟».
فقال: «مَنْ أَنتَ، يا ربّ؟». قال: «أَنَا هُوَ يَسُوعُ ٱلَّذي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ!
ولكِنْ قُم، وٱدْخُلِ ٱلمَدِينَة، فَيُقَالَ لَكَ مَا يَجِبُ علَيكَ أَنْ تَفعَل».
وكَانَ في دِمَشْقَ تِلميذٌ ٱسْمُهُ حَنَانِيَّا. فقَالَ لَهُ ٱلرَّبُّ في رُؤْيَا: «يا حَنَانِيَّا!». فقَال: «هَاءَنَذَا، يَا رَبّ!».
فقَالَ لَهُ ٱلرَّبّ: «قُمْ وٱذْهَبْ إِلى ٱلشَّارِعِ ٱلمُسَمَّى بِالقَوِيم، وٱطْلُبْ في بَيْتِ يَهُوذَا رَجُلاً مِنْ طَرْسُوسَ ٱسْمُهُ شَاوُل. فَهَا إِنَّهُ يُصَلِّي،
فَقَالَ لَهُ ٱلرَّبّ: «إِذْهَب، لأَنَّ هذَا ٱلرَّجُلَ هُوَ لِي إِناءٌ مُخْتَار، لِيَحْمِلَ ٱسْمِي أَمَامَ ٱلأُمَم، وٱلمُلُوك، وبَنِي إِسْرائِيل.
فَأَنَا سَأُرِيهِ كَم يَجِبُ علَيهِ أَن يتَأَلَّمَ مِن أَجْلِ ٱسْمِي!».
فمَضَى حَنَانِيَّا، ودَخَلَ إِلى ٱلبَيْت، ووَضَعَ يَدَيهِ على شَاوُل، وقَال: «يا شَاوُلُ أَخي، إِنَّ ٱلرَّبَّ يَسُوعَ ٱلَّذي تَرَاءَى لَكَ في ٱلطَّريقِ ٱلَّذي سَلَكْتَهُ، قَد أَرْسَلَنِي لِكَي تَعُودَ فَتُبصِر، وتَمْتَلِئَ منَ ٱلرُّوحِ ٱلقُدُس».
وفي ٱلحَالِ تَسَاقَطَ مِن عَينَيْ شاوُلَ ما يُشْبِهُ ٱلقُشُور، فَعَادَ يُبْصِر. وقَامَ فٱعْتَمَد.
ثُمَّ تنَاوَلَ طَعَامًا، فَٱسْتَعَادَ قُوَاه. وبَقِيَ بِضْعَةَ أَيَّامٍ مَعَ التَّلامِيذِ في دِمَشْق.
#شربل سكران بالله