يا إخوَتِي، قَد صِرْنَا شُرَكَاءَ المَسِيح، إِنْ تَمَسَّكْنَا ثَابِتِينَ إِلى النِّهَايَةِ بِالثِّقَةِ الَّتي كَانَتْ لَنَا في البِدَايَة.
كمَا يَقُولُ الكِتَاب: «أَليَومَ إِذَا سَمِعْتُم صَوتَهُ، فلا تُقَسُّوا قُلُوبَكُم، كَمَا في مَوضِعِ الخُصُومَة».
فمَنْ هُمُ الَّذِينَ سَمِعُوا وخَاصَمُوا؟ أَمَا هُم جَمِيعُ الَّذِينَ خَرَجُوا مِن مِصْرَ على يَدِ مُوسَى؟
وَمِمَّنْ سَئِمَ أَربَعِينَ سَنَة؟ أَلَيْسَ مِنَ الَّذِينَ خَطِئُوا وسَقَطَتْ جُثَثُهُم في البَرِّيَة؟
وَلِمَنْ أَقْسَمَ أَنَّهُم لَنْ يَدْخُلُوا في رَاحَتِهِ إِلاَّ على الَّذِينَ عَصَوا أَمْرَهُ؟
وهكَذَا نَرَى أَنَّهُم لِعَدَمِ إِيْمَانِهِم لَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يَدْخُلُوا.
ومَا دَامَ الوَعْدُ بِالدُّخُولِ في رَاحَةِ اللهِ قَائِمًا، فَلْنَخْشَ إِذًا أَنْ يَكُونَ أَحَدٌ مِنْكُم مُتَخَلِّفًا عَنِ الدُّخُول.
فَنَحْنُ أَيْضًا قَد بُشِّرْنَا مِثْلَ أُولئِك، غَيْرَ أَنَّ الكَلِمَةَ الَّتي سَمِعُوهَا لَمْ تَنْفَعْهُم، لأَنَّهَا لَمْ تَكُنْ مَمْزُوجَةً بِالإِيْمَانِ عِنْدَ الَّذِينَ سَمِعُوهَا.
أَمَّا نَحْنُ الَّذِينَ آمَنَّا، فَنَدْخُلُ في الرَّاحَة، كَمَا قالَ الكِتَاب: «حَتَّى أَقْسَمْتُ في غَضَبِي أَنَّهُم لَنْ يَدْخُلُوا في رَاحَتِي»، مَعَ أَنَّ أَعْمَالَ اللهِ قَدْ تَمَّتْ مُنْذُ إِنْشَاءِ العَالَم.
فقَدْ قِيلَ في مَوضِعٍ مِنَ الكِتَاب بَشَأْنِ اليَومِ السَّابِع: «وٱسْتَراحَ اللهُ في اليَومِ السَّابِعِ مِنْ جَمِيعِ أَعْمَالِهِ».
#شربل سكران بالله