يا إِخوَتِي، فَمَاذَا نَقُول؟ مَاذَا نَالَ إِبْرَاهِيمُ جَدُّنَا بِحَسَبِ الجَسَد؟
فلَو أَنَّ إِبْرَاهيمَ بُرِّرَ بِالأَعْمَال، لَكَانَ لَهُ فَخْرٌ، ولكِنْ لا عِنْدَ ٱلله.
فمَاذَا يَقُولُ الكِتَاب؟: « قَدْ آمَنَ إِبْرَاهيمُ بٱلله، فَحُسِبَ لَهُ ذلِكَ بِرًّا».
إِنَّ مَنْ يَعْمَلُ لا يُحْسَبُ أَجْرُهُ هِبَةً بَلْ حقٌّ.
ومَنْ لا يَعْمَل، وهُوَ يُؤْمِنُ بالَّذي يُبَرِّرُ الكَافِر، يُحْسَبُ إِيْمَانُهُ بِرًّا.
وداوُدُ أَيْضًا يُطَوِّبُ الإِنْسَانَ الَّذي يَحْسُبُ اللهُ لَهُ بِرًّا بِدُونِ أَعْمَال:
«طُوبَى للَّذينَ غُفِرَتْ آثَامُهُم، ولِلَّذينَ سُتِرَتْ خَطَايَاهُم!
طُوبَى للرَّجُلِ الَّذي لا يَحْسُبُ الرَّبُّ عَلَيْهِ خَطِيئَة!».
فَهَلْ كَانَ هذَا التَّطْويبُ عَلى الخِتَانَةِ فَقَط، أَمْ عَلى عَدَمِ الخِتَانَةِ أَيْضًا؟ لأَنَّنَا نَقُول: «حُسِبَ الإِيْمَانُ لإِبْرَاهيمَ بِرًّا».
فَكَيْفَ إِذًا حُسِبَ لَهُ الإِيْمَانُ بِرًّا؟ أَحينَ كَانَ في الخِتَانَةِ أَمْ في عَدَمِ الخِتَانَة؟ لا في الخِتَانَةِ بَلْ في عَدَمِ الخِتَانَة!
ولَقَدْ قَبِلَ عَلاَمَةَ الخِتَانَةِ خَتْمًا لِلبِرِّ الَّذي نَالَهُ بِالإِيْمَان، وهُوَ بَعْدُ في عَدَمِ الخِتَانَة، لِيَكُونَ هُوَ نَفْسُهُ أَبًا لِجَمِيعِ الَّذينَ يُؤْمِنُون، وهُم في عَدَمِ الخِتَانَة، فَيُحْسَبُ لَهُم ذلِكَ بِرًّا،
ويَكُونَ أَيْضًا أَبًا لأَهْلِ الخِتَانَة، الَّذينَ لَيْسُوا أَهْلَ الخِتَانَةِ فَحَسْب، بَلْ هُمْ يَسْلُكُونَ عَلى خُطَى الإِيْمَانِ الَّذي كَانَ لأَبِينَا إِبْرَاهِيم، وهُوَ بَعْدُ في عَدَمِ الخِتَانَة.
#شربل سكران بالله