قَالَ لِي الجالسُ عَلى شِبهِ عَرشٍ: «يَا ٱبْنَ الإنسان، ْقُمّ على قَدَمَيْكَ فأتكلّمَ مَعَك».
فَدَخَل فيَّ الرُّوح، لمّا تكلّمَ مَعي وأقامَني على قَدَمّي؛ وسَمِعتُ المُتَكَلِّم معي،
فقالَ لي: «يا ٱبْنَ الإنّسان، إنّي مُرسِلُكَ إِلى بَنِي إسْرائِيل، إلى أُناسٍ متمرّدين قدّ تمرّدّوا علّي، فقد عَصَوني هم وآباؤُهم إلى هذا اليَوم نَفْسَه.
فأُرسِلُكَ إلى البَنِين الصِّلابِ الوجُوه القُساةِ القلوب، فتقول لهم:
”هكذا قال السيّد الربّ“ سِواءٌ أسَمِعُوا أَم لَم يَسمَعُوا، - فإنّهُم بَيتُ تَمَرُّد- سَيَعْلَمُونَ أنَّ بَينَهُم نَبِيَّا.
وأنتَ يا ٱبنُ الإِنسانِ، فَلا تَخَف مِنهُم ولا تَخَف مِن كَلامِهِم، لأنَّهُم يَكونون مَعَك عُلَّيقًا وشَوكًا، ويكون جُلوسُكَ على العقارب.
من كلامِهِم لا تَخَف ومِن وجوهِهِم لا ترتعِب، فإنَّهُم بَيتُ تَمَرّد».
وقال لي: «يا ٱبن الإِنسان، جَميعُ الكلام الَّذي أُكَلّمك بِهِ خُذهُ في قلبِكَ وٱسمّعْهُ بأذُنَيكَ،
وٱذهَبْ وامْضِ إلى المَجلُوِّين، إلى بَني شَعبِكَ، وكَلِّمهُم وقُل لَهُم: ”هكذا قال السَّيِّدُ الرَّبّ“، سَواءٌ أَسَمِعوا أم لَم يَسمَعُوا».
ثُمَّ رَفَعَنِي الرُّوح، فسَمِعتُ خَلْفِي صَوتَ جَلَبَةٍ عَظيمة: «تَبارَك مَجدُ الرَّبِّ في مَكانِه».
يا إخوتي، كَمَا أَنَّ الجَسَدَ هُوَ وَاحِد، ولَهُ أَعْضَاءٌ كَثِيرَة، وأَعْضَاءُ الجَسَدِ كُلُّهَا، معَ أَنَّهَا كَثِيرَة، هيَ جَسَدٌ وَاحِد، كَذَلِكَ المَسِيحُ أَيْضًا.
فَنَحْنُ جَمِيعًا، يَهُودًا ويُونَانِيِّين، عَبِيدًا وأَحْرَارًا، قَدْ تَعَمَّدْنَا في رُوحٍ وَاحِدٍ لِنَكُونَ جَسَدًا وَاحِدًا، وسُقِينَا جَمِيعًا رُوحًا وَاحِدًا.
فأَنْتُم جَسَدُ المَسِيح، وأَعْضَاءٌ فِيه، كُلُّ وَاحِدٍ كَمَا قُسِمَ لَهُ.
فقَدْ وَضَعَ اللهُ في الكَنِيسَةِ الرُّسُلَ أَوَّلاً، والأَنْبِيَاءَ ثَانِيًا، والمُعَلِّمِينَ ثَالِثًا، ثُمَّ الأَعْمَالَ القَدِيرَة، ثُمَّ مَوَاهِبَ الشِّفَاء، وَإِعَانَةَ الآخَرِين، وحُسْنَ التَّدْبِير، وأَنْوَاعَ الأَلْسُن.
أَلَعَلَّ الجَمِيعَ رُسُل؟ أَلَعَلَّ الجَمِيعَ أَنْبِيَاء؟ أَلَعَلَّ الجَمِيعَ مُعَلِّمُون؟ أَلَعَلَّ الجَمِيعَ صَانِعُو أَعْمَالٍ قَدِيرَة؟
أَلَعَلَّ لِلجَمِيعِ موَاهِبَ الشِّفَاء؟ أَلَعَلَّ الجَمِيعَ يَتَكَلَّمُونَ بِالأَلْسُن؟ أَلَعَلَّ الجَمِيعَ يُتَرْجِمُونَ الأَلْسُن؟
#شربل سكران بالله