لَيسَ لَيلٌ لِلَّتِي كانت في الضِّيق. في الزَّمَانِ الأَوَّل، أَذلَّ أَرْضَ زَبُولُونَ وَأَرْضَ نَفْتَالِي وأمَّا في الزَّمان الأَخِير فسيُمَجِّدُ طريقَ الْبَحْرِ عَبْرَ الأُرْدُنِّ، جَلِيلَ الأُمَمِ.
الشَّعْبُ السَّالِكُ فِي الظُّلْمَةِ أَبْصَرَ نُورًا عَظِيمًا والمُقيمونَ فِي بُقعَةِ الظَّلاَمِ أَشْرَقَ عَلَيْهِمْ النُور.
كَثَّرْتَ لَه الأُمَّةَ وفَّرْتَ لَهَا الْفَرَحَ، يَفْرَحُونَ أَمَامَكَ كَالْفَرَحِ فِي الْحَصَادِ، كَٱبتِهاجِ الَّذِينَ يَتَقاسَمُونَ الغَنِيمَة.
لأَنَّ نِيرَ ثِقْلِهِا وَعَصَا كَتِفِهِا وَقَضِيبَ مُسَخِّرِهِا قد كَسَّرْتَها كَمَا فِي يَوْمِ مِدْيَن.
إذ كُلُّ حِذاءٍ يُحدِثُ جَلَبَة، وَكُلَّ ثَوبٍ مُتَلَطِّخ بالدِّمَاءِ يَصيران لِلْحَرْقِ ووَقودًا لِلنَّارِ.
لِأَنَّه قد وُلدَ لَنا وَلَدٌ وأُعطِيَ لَنا آلنٌ فصارَتِ الرِّئاسةُ على كَتِفِه ودُعِيَ آسمُه عَجيباً مُشيرًا إِلهًا جَبَّارًا، أَبا الأَبَد، رَئيسَ السَّلام.
يا إخوَتِي، إِنَّ اللهَ كَلَّمَ الآبَاءَ قَدِيْمًا في الأَنْبِيَاء، مَرَّاتٍ كَثِيرَة، وبأَنْواعٍ شَتَّى،
وفي آخِرِ هذِهِ الأَيَّام، كَلَّمَنَا في الابْن، الَّذي جَعَلَهُ وَارِثًا لِكُلِّ شَيء. وبِهِ أَنْشَأَ العَالَمِين.
وهُوَ شُعَاعُ مَجْدِهِ وصُورَةُ جَوهَرِهِ، وضَابِطُ الكُلِّ بَكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ. فَبَعْدَمَا أَتَمَّ تَطْهِيرَ الخَطايَا، جَلَسَ عَنْ يَمِينِ الجَلالَةِ في الأَعَالِي،
فَصَارَ أَعْظَمَ مِنَ المَلائِكَة، بِمِقْدَارِ ما ٱلٱسْمُ الَّذي وَرِثَهُ أَفْضَلُ مِنْ أَسْمَائِهِم.
فَلِمَنْ مِنَ المَلائِكَةِ قَالَ اللهُ يَومًا: «أَنْتَ ٱبْنِي، أَنَا اليَومَ وَلَدْتُكَ»؟ وقَالَ أَيْضًا: «أَنَا أَكُونُ لَهُ أَبًا، وهُوَ يَكُونُ ليَ ٱبْنًا»؟
أَمَّا عِنْدَمَا يُدْخِلُ ٱبْنَهُ البِكْرَ إِلى العَالَمِ فَيَقُول: «فَلْتَسْجُدْ لَهُ جَمِيعُ مَلائِكَةِ الله!».
وعَنِ المَلائِكَةِ يَقُول: «أَلصَّانِعُ مَلائِكَتَهُ أَرْوَاحًا، وخُدَّامَهُ لَهِيبَ نَار».
أَمَّا عَنِ الٱبْنِ فَيَقُول: «عَرْشُكَ يَا أَلله، لِدَهْرِ الدَّهْر، وصَولَجَانُ الٱسْتِقَامَةِ صَولَجَانُ مُلْكِكَ.
أَحْبَبْتَ البِرَّ وأَبْغَضْتَ ٱلإِثْم. لِذلِكَ مَسَحَكَ إِلهُكَ، يا أَلله، بِدُهْنِ البَهْجَةِ أَفْضَلَ مِنْ شُرَكَائِكَ».
ويَقُولُ أَيْضًا: «أَنتَ، يَا رَبّ، في البَدْءِ أَسَّسْتَ الأَرْض، والسَّمَاوَاتُ صُنْعُ يَدَيْك.
هِيَ تَزُولُ وأَنْتَ تَبْقَى، وكُلُّهَا كَالثَّوبِ تَبْلَى،
وتَطْوِيهَا كَالرِّدَاء، وكالثَّوبِ تَتَبَدَّل، وأَنْتَ أَنْتَ وسُنُوكَ لَنْ تَفْنَى».
#شربل سكران بالله