قَالَ فِرْعَوْنُ لِحَاشيتِه: «هَلْ نَجِدُ مِثْلَ هَذَا رَجُلا فِيهِ رُوحُ اللهِ؟»
وقَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: «بَعْدَمَا اعْلَمَكَ اللهُ هَذَا كُلَّه، فلَيْسَ هُنَاك فَهِيمٌ حَكِيمٌ مِثْلَكَ.
أَنْتَ تَكُونُ عَلَى بَيْتِي وَإلى كَلِمتكَ يَنقَادُ كُلُّ شَعْبِي، ولا أكُونُ أعْظَمَ مِنْكَ إلّا بالعَرْش».
وقَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: «انْظُرْ. قَدْ أقَمْتُكَ عَلَى كُلِّ ارْضِ مِصْرَ».
وَخَلَعَ فِرْعَوْنُ خَاتِمَهُ مِنْ يَدِهِ وَجَعَلَهُ فِي يَدِ يُوسُفَ، وَالْبَسَهُ ثِيَابَ كتّانِ ناعم َوَجَعَل طَوْقَ الذَهَب فِي عُنُقِهِ،
وَأرْكَبَهُ مَرْكَبَتِهِ الثَّانِيَةِ، وَنَادُوا امَامَهُ «احذَر». وَهكذا أَقامه عَلَى كُلِّ ارْضِ مِصْرَ.
وَقَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: «انَا فِرْعَوْنُ، بِدُونِكَ لا يَرْفَعُ أحَدٌ يَدَهُ وَلا رِجْلَهُ فِي كُلِّ ارْضِ مِصْرَ».
يا إخوَتِي، أَمَّا الأَزْمِنَةُ والأَوقَات، أَيُّهَا الإِخْوَة، فلا حَاجَةَ بِكُم أَنْ يُكْتَبَ إِلَيْكُم في شَأْنِهَا؛
لأَنَّكُم تَعْلَمُونَ جَيِّدًا أَنَّ يَوْمَ الرَّبِّ يأْتي كَالسَّارِقِ لَيْلاً.
فحِينَ يَقُولُون: سَلامٌ وأَمْنٌ! حِينَئِذٍ يَدْهَمُهُمُ الهَلاكُ دَهْمَ الْمَخَاضِ لِلحُبْلى، ولا يُفْلِتُون.
أَمَّا أَنْتُم، أَيُّها الإِخْوَة، فَلَسْتُم في ظُلْمَةٍ لِيُفَاجِئَكُم ذلِكَ اليَومُ كالسَّارِق.
فأَنْتُم كُلُّكُم أَبْنَاءُ النُّور، وأَبْنَاءُ النَّهَار؛ ولَسْنَا أَبْنَاءَ اللَّيلِ ولا أَبْنَاءَ الظُّلْمَة.
إِذًا فلا نَنَمْ كَسَائِر النَّاس، بَلْ لِنَسْهَرْ وَنَصْحُ؛
لأَنَّ الَّذِينَ يَنَامُونَ فَفي اللَّيلِ يَنَامُون، والَّذِينَ يَسْكَرُونَ فَفي اللَّيلِ يَسْكَرُون.
أَمَّا نَحْنُ أَبْنَاءَ النَّهَار، فَلْنَصْحُ لابِسِينَ دِرْعَ الإِيْمَانِ والمَحَبَّة، ووَاضِعِينَ خُوذَةَ رَجَاءِ الخَلاص.
فإِنَّ اللهَ لَمْ يَجْعَلْنَا لِلغَضَب، بَلْ لإِحْرَازِ الخَلاصِ بَرَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيح،
الَّذي مَاتَ مِنْ أَجْلِنَا، لِنَحْيَا مَعَهُ سَاهِرِينَ كُنَّا أَمْ نِائِمِين.
فَلِذلِكَ شَجِّعُوا بَعضُكُم بَعْضًا، وَلْيَبْنِ الوَاحِدُ الآخَر، كَمَا أَنْتُم فَاعِلُون.
#شربل سكران بالله