يا إخوتي، كَمَا أَنَّ الجَسَدَ هُوَ وَاحِد، ولَهُ أَعْضَاءٌ كَثِيرَة، وأَعْضَاءُ الجَسَدِ كُلُّهَا، معَ أَنَّهَا كَثِيرَة، هيَ جَسَدٌ وَاحِد، كَذَلِكَ المَسِيحُ أَيْضًا.
فَنَحْنُ جَمِيعًا، يَهُودًا ويُونَانِيِّين، عَبِيدًا وأَحْرَارًا، قَدْ تَعَمَّدْنَا في رُوحٍ وَاحِدٍ لِنَكُونَ جَسَدًا وَاحِدًا، وسُقِينَا جَمِيعًا رُوحًا وَاحِدًا.
فَٱلجَسَدُ لَيْسَ عُضْوًا وَاحِدًا، بَلْ هوَ أَعْضَاءٌ كَثِيرَة.
فَإِنْ قَالَتِ الرِّجْلُ: «لأَنِّي لَسْتُ يَدًا، فأَنَا لَسْتُ مِنَ الجَسَد!»، أَمِنْ أَجْلِ ذلِكَ لا تَكُونُ مِنَ الجَسَد؟
وإِنْ قَالَتِ الأُذُن: «لأَنِّي لَسْتُ عَيْنًا، فَأَنَا لَسْتُ مِنَ الجَسَد!»، أَمِنْ أَجْلِ ذلِكَ لا تَكُونُ مِنَ الجَسَد؟
فإَنْ كَانَ الجَسَدُ كُلُّهُ عَيْنًا، فَأَيْنَ السَّمْعُ؟ وإِنْ كَانَ كُلُّهُ سَمْعًا، فأَيْنَ الشَّمّ؟
ولكِنَّ اللهَ جَعَلَ الأَعْضَاء، كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهَا، في الجَسَد، كَمَا شَاء.
وإِنْ كَانَتِ الأَعْضَاءُ كُلُّهَا عُضْوًا وَاحِدًا، فَأَيْنَ الجَسَد؟
والحَالُ أَنَّ الأَعْضَاءَ كَثِيرَة، ولكِنَّ الجَسَدَ وَاحِد.
فلا تَسْتَطِيعُ العَيْنُ أَنْ تَقُولَ لِليَد: «لا أَحْتَاجُ إِلَيْكِ!»، ولا الرَّأْسُ لِلرِّجْلَيْن: «لا أَحْتَاجُ إِلَيْكُمَا!»،
بَلْ بِالأَحْرَى فَإِنَّ الأَعْضَاءَ الَّتي تُحْسَبُ أَضْعَفَ أَعْضَاءِ الجَسَد، هِيَ ضَرُورِيَّة.
والَّتي نَظُنُّهَا أَحْقَرَ أَعْضَاءِ الجَسَد، فَإِيَّاهَا نَخُصُّ بِإِكْرَامٍ أَوْفَر؛ والَّتي نَسْتَحِي بِهَا، تَحْصَلُ عَلى ٱحْتِرَامٍ أَكْثَر.
أَمَّا الأَعْضَاءُ الكَرِيْمَةُ فَلا تَحْتَاجُ إِلى ذلِكَ. لكِنَّ اللهَ نَظَّمَ الجَسَد، فأَعْطَى العُضْوَ المُحْتَقَرَ فِيهِ إِكْرَامًا أَوْفَر،
لِئَلاَّ يَكُونَ في الجَسَدِ ٱنْقِسَام، بَلْ لِتَهْتَمَّ الأَعْضَاءُ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ ٱهْتِمَامًا وَاحِدًا.
فَإِنْ تَأَلَّمَ عُضْوٌ وَاحِدٌ تَأَلَّمَتْ مَعَهُ جَمِيعُ الأَعْضَاء. وإِنْ أُكْرِمَ عُضْوٌ وَاحِدٌ فَرِحَتْ مَعَهُ جَميعُ الأَعْضَاء.
فأَنْتُم جَسَدُ المَسِيح، وأَعْضَاءٌ فِيه، كُلُّ وَاحِدٍ كَمَا قُسِمَ لَهُ.