حنة ( بالعبرية حنة، نعمة، وتلفظ أيضا آن أو آنا) هو الاسم التقليدي لوالدة العذراء القديسة مريم.
حنة زوجة يواكيم وأم مريم، هي الجدّة بحسب الجسد لإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح.
اسمها يعني “النعمة”، “الكريمة”، أو “المُحِِبة”.
لا نملك معلومات مؤكدة عن القديسة حنة.
لم يرد ذكرها في العهد الجديد، ويجب أن نعتمد على الأبوكريفا، خاصةً رسالة يعقوب، والتي تعود فقط إلى القرن الثاني الميلادي.
حيث تخبرنا أن حنة زوجة يواكيم، كانت قد تقدمت في السن ولم تُستجَب صلواتها من أجل طفل. عندما كانت تصلي مرة تحت شجرة غار قرب منزلها في الجليل، ظهر ملاك وقال لها: “حنّة، لقد سمع الرب صلاتك وستحبلين وتلدين، وسيتكلم العالم كله عن ذريتك.”
أجابت حنة: ” إذا أنجبت صبيا أو بنتا فإني أقدمه هدية لربي وإلهي، وسيخدمه بالبر كل أيام حياته.” وأصبحت حنة والدة العذراء مريم.
مع ولادة مريم، بدأت أمها القديسة حياة جديدة، راقبت كل تحركات ابنتها بحنان وتوقير، وعالمة بمصير الصغيرة، شعرت أنها تتقدس في كل ساعة بحضور طفلتها الطاهرة.
لكنها نذرت ابنتها للرب، وكانت مريم الصغيرة قد نذرت نفسها للرب، وقد أعادتها حنة إليه.
كانت مريم في الثالثة من عمرها عندما قادها يواكيم وحنّة إلى درجات الهيكل، شاهداها تعبر وحدها إلى الحرم الداخلي، ولم يرياها بعد ذلك أبدا.
وهكذا تُركت حنة دون أولاد في سنها المتقدم وبعيدة عن أنقى سعادة دنيوية لها.
لم يستطع أقدس والدين على الأرض(حسب خطة الله) أن يربيا الطفلة كما تحتاج، فكان على مريم أن تعاني منذ سنواتها الأولى.
خضع القديسان يواكيم و حنة بتواضع واحترام للإرادة الإلهية و بقيا يراقبان و يصليان، حتى دعاهما الله للراحة الأبدية.
“ القديسة حنة الصالحة” هي الطريقة المحببة التي ينادي بها العديد من المؤمنين أم العذراء مريم والدة الإله.
بعد مرور خمسين عاما على وفاة القديسة حنة، أحضِر جثمانها إلى فرنسا من قِبل القديسة مريم المجدلية و مرافقوها سنة 47 م.
عدد لايحصى من الكنائس كُرست للقديسة حنة حول العالم، وإنّ كندا بشكل خاص مكرسة لها ويوجد مزار جميل باسمها هناك يسمى “مزار القديسة حنة في بيوبري” والذي يأتي إليه الناس من كل مكان.
البساطة هي السر الذي نكتسب به حب القديسة حنة، شفاعتها، وحمايتها.
لقد علّمت ابنتها الطوباوية قراءة الكتاب المقدس وهي ترى فيها إتمام كل النبوءات.
شاعرة بطهارة ابنتها، قداستها، جمالها، تألقها الذي لا يوصف، قامت القديسة حنة مع زوجها القديس يواكيم بتقديم مريم إلى الهيكل وهي في الثالثة من عمرها فقط ، وأعطياها للرب ولنا للأبد.
يقع عيدها مع القديس يواكيم في 26 يوليو.
#شربل سكران بألله