رئيس الملائكة الجليل ميخائيل
هو الأول فى رؤساء الملائكة السبعة: ميخائيل وغبريال ورافائيل (وهؤلاء ذكروا فى الكتاب المقدس)
معنى إسمه:
ميخائيل معناه (من مثل اللـه) وهذه العبارة قالها الملاك ميخائيل حينما حارب الشيطان الذى تكبر على العلى وقال فى قلبه “أصعد إلى السموات أرفع كرسي فوق كواكب اللـه وأجلس على جبل الإجتماع فى أقاصى الشمال، أصعد فوق مرتفعات السحاب، أصير مثل العلي” (أش 14 : 13 – 14 ).
أماكن من الكتاب الإلهي ذكر فيها رئيس الملائكة ميخائيل:
انتصر على ابليس المتكبر وطرده هو وملائكته الأشرار من السماء (رؤيا 7:12) ويكشف كتاب الرؤيا أن حرباً سماوية قائمة بين رئيس الملائكة ميخائيل وملائكته من جهة وبين التنين (أو الشيطان) وأعوانه من جهة أخرى وهي حرب تتواصل على الأرض معارك روحية في النفوس البشرية يؤازر فيها الملائكة البشر.
من هنا تظهر الملائكة في الأيقونات بهيئة جند محارب.
من هنا أيضاً كلمات الصلاة المعروفة في كتبنا الطقوسية بصلاة إلى الملاك الحارس:
إيها الملاك القديس الملازم نفس الشقية وحياتي الذليلة لا تهملني أنا الخاطئ ولا تبتعد عني بسبب إسرافي وتبذخي ولا تعط فرصة للشيطان الشرير لكي يسود باقتداره على جسدي هذا المائت. بل أمسك بيدي الشقية المسترخية واهدني إلى طريق الخلاص. نعم يا ملاك الله القديس الحارس والساتر نفسي الشقية وجسدي. سامحنى بكل ما أحزنتك به جميع أيام حياتي. وإن كنت قد خطئت في نهار اليوم فكن أنت ساتراً لي في هذه الليلة واحفظني من جميع حيل المعاند. لكي لا أسخط الله بخطيئة من الخطايا. وتشفع من أجلي إلى الرب ليثبتني في مخافته ويجعلني لصلاحه عبداً مستحقاً. آمين.
ثم إن الملاك ميخائيل هو الذي قاد الشعب في الصحراء في رحيله من أرض مصر إلى أرض الميعاد (خروج 12 : 15-19 و 20:23).
لذلك فهو حافظ الكنيسة في التراث الآبائي يقف بينها وبين قوى الشر كما وقف بين العبرانيين والمصريين في القديم فيضيء ليل الخطيئة والشر، لأن “الرب يقاتل عنا” (خروج 14:14).
وفي التلاوات الكتابية في صلاة الغروب للعيد ذكر لرئيس جند الرب الذي ظهر ليشوع إذ قاد الشعب في معركة أريحا:
“فسار يشوع إليه وقال له: هل لنا أنت أو لأعدائنا. فقال: كلا بل أنا رئيس جند الرب.. الآن أتيت … اخلع نعلك من رجلك لأن المكان الذي أنت واقف عليه هو مقدس” ( يشوع 13:5 – 15).
ثم ذكر ثان لميخائيل الذي ظهر لجدعون داعياً إياه ليخلص الشعب من أعدائه: “فظهر له ملاك الرب وقال له: الرب معك جبار البأس … اذهب بقوتك وخلص شعب الله وعمل جدعون جدي معزي وايفة دقيق فطيراً … فمد ملاك الرب طرف العكاز الذي بيده ومس اللحم والفطير فصعدت نار من الصخر وأكلت اللحم والفطير وذهب ملاك الرب عن عينيه” (قضاة 11:6 – 24).
وفي سفر دانيال أيضاً ذكر لميخائيل الذي أرسل إلى دانيال: “وإذا بيد لمستني وأقامتني مرتجفاً على ركبتي وعلى كفي يدي وقال لي: يا دانيال أيها الرجل المحبوب إفهم الكلام الذي أكلمك به وقم على مقامك لأني الآن أرسلت إليك … لا تخف يا دانيال لأن من هذا اليوم … يسمع كلامك وأنا أتيت لأجل كلامك.
ورئيس مملكة فارس وقف مقابلي واحد وعشرين يوماً وهوذا ميخائيل واحد من الرؤساء الأولين جاء لإعانتي” (دانيال 10:10 – 12).
شرح أيقونة الملاك ميخائيل:
أيقونة الملاك ترسم لنا مزايا مار ميخائيل، وهو أيقونة يونانية قديمة.
(ناري الهيئة وعجيب الجمال … متمما أوامر خالق الجميع … مقتدراً) (في صلاة المساء، بروصومية باللحن الرابع).
ولرئيس الملائكة في الرسم جناحان إشارة لسرعته في الانتقال من مكان إلى آخر، وفي يمناه عصا هي سلاح له وعلامة لرئاسة جند الله. وفي يسراه كرة تشير إلى الكون واسم المسيح عليها. أما شعر الملاك فطويل دلالة على المجد والقوة الملوكية، ويخرج منه لجهة الاذنين شريطان يربطان الشعر يسبح طرفاهما في الهواء يشيران إلى قوة الملاك في السماع الروحي والانتباه للوصايا الإلهية.
هذا وتضع الكنيسة أيقونته المقدسة على الباب الشمالي حاملاً بيده اليمنى العصا وذلك ليمنع غير المستحقين وغير الكهنة من الدخول إلى قدس الأقداس والذي تفسيره الروحي أن غير المستحقين أو البعيدين عن المسيح وأسرار الكنيسة لا يستطيعوا الدخول إلى الملكوت السماوي.