شهد شبلي شبلي :
كان الأب شربل، عام ١٨٨٥، راكعاً منتصباً في كنيسة المحبسة غارقاً في صلاته أمام القربان المقدّس، فإنقضّت عليه صاعقة قويّة، أحرقت بدلة جديدة للقدّاس مقصّبة بالفضّة موضوعة على المذبح، ومرّت الصاعقة في نصف الكنيسة بالقرب منه، فمسّت طرف عباءته وأحرقته قليلاً، ولم يُصَب بأذى وأذكر هنا، أنها سقطت حوالي الظهر.
فقصد رهبان الدير، ليروا نتيجتها على المحبسة.
وكنت أنا برفقتهم.
فلمّا وصلنا إلى المحبسة، رأينا أنّ هذه الصاعقة قد حلّت بالمحبسة من الجهة الجنوبيّة، وقد سحبت حجارة عديدة من ناحية حفافي الكرم، مرَّت بها، ودخلت كنيسة المحبسة، فأحرقت وجوه المذبح، وبدلات كانت عليه.
ونقلت الكأس من محلِّه إلى مكان آخر.
وكذلك أُصيبت بعض الصور بضرر.
وفتحت الأبواب، ودوَّخَت من رائحتها، رفيقي الأب شربل الآخرين.
وكانا شبه فاقدي الوعي في المطبخ، حيث يصطليان من شدّة البرد.
ولمّا أفاقا ظنّا أنّ الأب شربل قُتِل، وذهبا بسرعة إلى المعبد، فوجداه يصلّي كما كان في وضعه الأوّل، كأنّ شيئا لم يحدث، قبل نزول الصاعقة، إلى أن وصلنا.
فقال له الرئيس، الأب عمانوئيل الجاجي : ولو يا أب شربل؟! ما فيكش طفّيت الشراشف والبدلات؟! فأجابه: يا خيِّ أيش بدي طفّي؟! هب طف ما في شي.
أي أنّ الحريق حدث بسرعة البرق.
ولم يستطع المقاومة.
وقد بقي في صلاته.
#شربل سكران بألله