كان قنوعاً بالحالة التي وجد فيها ولا يتطلّب غيرها، وما كان يتطلّب غير رضى الله.
وحيثما ترسله السلطة، يجد راحته وسروره.
لا يهمّه أن يكنّس أو يطبخ أو يشتغل بالمعول أو غيره، إذ في كلّ ذلك رضى الله.
وكان رفيقه يعتني به من تلقاء ذاته، ويطلب له من الرئيس ما يلزم؛ وكان يحرم نفسه من الأشياء العاديّة الضروريّة لحفظ الحياة، قنوعاً بما هو أدنى الأشياء، وأحطّها، وأصعبها.
كان كالطفل، لا تصنُّع ولا تأنُّف ولا تزلُّف لأحد.
وكانت الإستقامة في معاملاته.
ولم يكن يظلم أحداً إلاّ ذاته بمزيد من التقشّف.
ولا أحبّ أن يشتغل شغلاً شاقّا، ليميت ذاته، أو يصلّي أمام القربان ساعات طويلة، ولا يطلب ذلك، بل يفرح عندما يؤمر بذلك، ويتمّه بسرور.
وقد كان ثابتاً في قناعته مستمرّا على تقشّفاته، فرحاً في ممارستها، حتّى آخر نسمة من حياته.
ولم يكن ليتذمّر من شيء في حياته أبداً.
وكان في أكله وشربه ولباسه وكلّ أعماله بسيطا للغاية.
وما كان يتعاطى مع أحدٍ أبداً.
ولا يفهم من المعاملات مع الناس والرهبان إلاّ ما تأمره به الطاعة.
{شربليات}