شهد أليشاع نكد :
لمّا توفّي جدّي، حنّا زعرور، شقيق الحبيس الأب شربل، وكانت وفاته في ٢٥ ك٢ ١٨٩٨.
وحيث لم يترك بنين إلاّ والدتي، والبنت لا تقدر أن ترث من والدها إلاّ نصف تركته.
فزاحمها أنسباء والدها وإدعوا أنّ النصف الثاني هو لهم، بما أنّ شقيق المتوفّي راهب وحبيس، وبموجب قانون الرهبانيّة لا يرث ولا يورّث.
وقالت والدتي : بل إنّ عمّي الأب شربل يرث لها.
وجاءت إلى دير مار مارون عنّايا، لتخبره بوفاة والدها شقيقه، وتطلب منه ورقة تنازل منه لها عن نصيبه لتركة شقيقه والدها، فرافقتها.
وكان ذلك في أيّام الربيع.
ولمّا وصلنا إلى محبسة مار بطرس وبولس، أُخبِر الأب شربل بقدوم والدتي، فلم يقبل أن يراها، بل دخل الكنيسة وأقفل الباب.
فوقفت والدتي عند باب الكنيسة من الخارج، وهو وقف في داخل الكنيسة قرب الباب المقفل، وسألها : ماذا تريد منه؟ فأخبرته بوفاة والدها، وطلبت منه ورقة تنازل منه لها عن حصّته.
وأخبرته بأن أقارب والدها يداعونها بنصف التركة.
فأجابها على مسمع منّي : يا إبنة أخي! أنا ما بقي لي معاطاة في العالم! أخي مات من بضعة أشهر، أمّا أنا فقد متّ عن العالم يوم ترهَّبت، ونذرت نذوري الإحتفاليّة في دير مار مارون عنّايا منذ ٤٥ سنة.
والميّت لا يرث ولا يورِّث! وهكذا كل راهب.
لهذا مالك شغل معي.
وأنا لا أستطيع أن أتنازل عن شيء لا يخصُّني.
فرجعنا بدون فائدة.
ويعلّق إسكندر بك الخوري على هذه الحادثة : أصبحت هذه العبارة آية، في تلك الناحية، يتناقلها الناس، دلالة على تجرُّد الأب شربل، وعدله وروحه الرهبانيّة الحقّة.
#شربل سكران بألله