يا مريم، لقد دعوتِنا لنتكرَّس لقلبِك الطّاهِر : أعلمُ أنَّ رغبتَك الوحيدة هي أن تقودينا إلى الآب لأنّكِ تُحبّينا كثيراً وترغيبن في جعلنا سعداء.
أريدُ اليوم أن أستجيبَ نداءَك:
ِكما أعطانا أيّاك يسوع وهو يموت على الصليب، أنا أيضاً أقدّمُ لك ذاتي.
بين يديك أجدِّدُ وعود معموديَّتي وأتكرّسُ لقلبِك الطاهر لأُصبِحَ مُلكاً للثالوث الأقدس :
إنّي أسلّمك قلبي وروحي وفكري وجسدي ومواهبي وعطاياي وماضيَّ وحاضري ومستقبلي. خذيني بين يديْكِ، وساعديني لأحبَّ يسوع، كما أحببته!
أريدُ معكِ، أن أتعلّم سماع كلمة الآب وتتميم مشيئته.
مثلُكِ، يا مريم، أتقبّلُ وأستضيفُ الرّوحَ القدس في قلبي.
معك يا مريم، أريدُ أن أتعلّمَ محبّةَ كلّ الناس لأنّهم كلّهم مُلكَ يسوع ابنِكِ.
إنّي أكرّس لكِ ايضاً كلَّ عائلتي، وكلَّ أصدقائي وكلَّ الناس وخاصةً مَنْ هُم بحاجةٍ ماسةٍ في هذه اللّحظة لنجدةِ الله ورحمتهِ.
أريدُ أن أعيشَ مثلَ يسوع، إلى جانبِكِ، كلَّ أيام حياتي.
السلام عليك يا ممتلئة نعمة الرب معك. السلام على قلبك موضوع سرور الثالوث الأقدس وإكرام الملائكة، لأنه أطهر قلوب الناس جميعاً، بعد قلب ابنك. أنت شرّفت فضيلة البتولية ورفعت أعلامها فوق الجميع. الطوبى لقلبك المملوء تواضعاً، فبهذه الفضيلة الجليلة المرضية له، جذبْتِ الكلمة الأزلي من حضن أبيه الى حضنك الطاهر.
السلام على قلبك لأنه كان مطابقاً على الدوام لإرادة الآب الأزلي. السلام على قلبك الطاهر لأنه كان ذا أمانة كاملة، بها حصلت على شجاعة عظمى حتى أنك قدّمت حياة ابنك فداء عن البشر.
نسألك يا والدة الاله، ان تجعلي قلوبنا تتجه نحو قلب مخلصنا. ضعي فيها محبة الطهارة، إسهري على الكنيسة المقدسة، واحفظيها، وكوني لها حصناً منيعاً يحميها من هجمات الاعداء. كوني لنا الى الله طريقاُ، وفي الشدائد معونة، وفي الاحزان تعزية، وفي التجارب قوة، وفي الاضطهاد ملجأً... ساعدينا، خاصة عند ساعة الموت، دعينا حينئذ نشعرُ بمفاعيل شفاعتك لدى قلب يسوع ابنك، لكي نباركه معك في السماء. آمين.