كان هذا البابا من آثينا. درس الفلسفة فبرع فيها، لكنه ادرك ان تعليم المسيح اسمى وانفع من كل فلسفة. فجاء الى روما، واشتهر بقداسته وعلمه حتى جعله البابا اسطفانوس الاول رئيس شمامسة. ولما سُجن البابا عُهِدَ اليه بمهام الكنيسة. وبعد استشهاد البابا اسطيفانوس سنة 257، انتُخب سيكستوس لرئاسة الكنيسة.
ولما اضطهد فاليريان الملك المسيحيين وامر بملاحقة الاكليروس خاصّةً، قبضوا على البابا سيكستوس فسجنوه مدة ثم اخرجوه الى خارج المدينة وقطعوا رأسه سنة 258. وبينما كانوا سائرين به الى القتل تبعه رئيس شمامسته ديونسيوس يصيح:" الى اين تذهب دون ابنك؟". فأجابه الشهيد:" لست اتركك يا ابني، لكنّ الله أُعَدَّ لك جهاداً اعظم، فانك ستتبعني بعد ثلاثة ايام". وهكذا كان. فان الملك القى القبض على ديونسيوس واذاقه مر العذاب وبعد ثلاثة ايام قتله. صلاته معنا. آمين.
وفيه أيضاً: تذكار القديس مورون
ولد هذا البار في جزيرة كريت من ابوين مسيحيين. ومنذ حداثته عشق الفضيلة، ولما شب زوّجَه والداه. فعاش مع زوجته عيشة البر والقداسة. وكان يحب الفقراء، ويحسن اليهم. واخصب الله ارضه بحيث تمكّن من ان يكفي عيالاً مؤونةَ الحنطةِ والزيتِ والخمر.
وجاء ذات يوم، اثنا عشر لصاً الى بيدره وملأوا جوالقهم من الحنطة وحاولوا، الليل كله، ان يحملوها ويذهبوا بها، فلم يتمكنوا، فجاءهم مورون، وبدلاً من ان يزجرهم وينتزع منهم ما اخذوه، رفع لكل منهم جوالقه على كتفه وقال:
" احذروا ان تخبروا احداً بما صنعتُ معكم. واذا كنتم في حاجة، فتعالوا جهاراً. وانا اعطيكم حاجتكم".
ولما رأى اسقفه ما تحلى به من الفضائل وما يأتيه من اعمال الرحمة، رقاه الدرجة الكهنوتية. فأحسن القيام بواجباته وازداد غيرة على اعمال الرحمة وخلاص النفوس. ومات اسقفه. فأنتُخب خلفاً له. فكان ذلك الراعي الصالح الساهر على الرعية، وقد منحه الله موهبة صنع المعجزات، حتى لقب "بالعجائبي" وبمثل هذه الاعمال المجيدة رقد بالرب نحو سنة 350 وقد ناهز المئة سنة من العمر. صلاته معنا. آمين.