ولد اغابيطوس في الكبادوك من والدين مسيحيين. ونشأ على البر والتقوى. وكان جندياً في ايام الملك قسطنطين الكبير، فترك الجندية وآثر الحياة النسكية. فعكف على التقشف والاصوام وقهر الجسد بنوع غريب، يواظب الصلوات والتأملات في الكمالات الالهية.
ولمّا ثار الاضطهاد على المسيحيين، قبض عليه الوثنيون واذاقوه من العذابات ما كاد يودي بحياته، لكنّ الله ابقاه حياً لخير يرجى منه فمنحه صنع الآيات حتى اشتهرت قداسته وبلغت اسقف سينادا في فريجيا من اعمال آسيا الصغرى فاستدعاه واقامه معاوناً ورقاه شماساً ثم كاهناً. فأخذ يتفانى في خدمة النفوس. ولمّا توفي الاسقف، اختاره الشعب خلفاً له. فظهر راعياً صالحاً، مضطرماً بنار الغيرة على رعيته، دائباً في الوعظ والتعليم وعمل الخير ولا سيما في اغاثة البائسين والعناية بالفقراء، فاجرى الله بصلاته آيات باهرة. ثم رقد بالرب سنة 336. صلاته معنا. آمين.
وفي هذا اليوم ايضاً
تذكار البار كونرادوس
كان كونرادوس من مدينة بلازنسا في ايطاليا رجلاً غنياً متزوجاً. خرج ذات يوم للصيد واشعل ناراً، فأثارها الهواء في الزروع فاحرقت حقولاً كثيرة فهاله الامر واغتمَّ له جداً، ولكنه لم يبح بأمره، فوقعت الشبهة على رجل فقير، قبضت الحكومة عليه. ولمّا استنطقه القاضي، اقرّ تحت الضغط والضرب، فحكموا عليه بالاعدام. وما عرف به كونرادوس حتى هب ينقذ ذلك الفقير المظلوم. وقف أمام القاضي وأقرّ بما حدث، مبّرئاً المحكوم عليه، ومستعداً للتعويض عمّا اتلفته النار وان كان عن غير قصد، فأطلق القاضي سبيل المتهم، وغرم كونرادوس قيمة المتلف. فباع كل ما يملكه وامسى فقيراً. فاتفق مع زوجته على هجر العالم فذهبت هي الى دير للراهبات. ومضي هو الى صقلّية، حيث عاش ناسكاً لمدة اربعين سنة، لذلك منحه الله معرفة المستقبلات وصنع الآيات. وانتقل الى ربّه سنة 1351. صلاته معنا. آمين.
#شربل سكران بألله