ولدت هذه البارة في مدينة طرسوس في كيليكيا، من ابوين وثنيين غنيين. وكان في تلك المدينة اسقف مشهور بالقداسة وفعل العجائب اسمه اثناسيوس، سمعت به انتوسا الصبية، فرغبت في ان تراه وان تعتنق دين المسيح الذي يعبده. فذهبت اليه خقية عن والديها مع اثنين من خدمها هما كاريسيموس وتاوفيطوس، طالبة سر العماد المقدس.
اما انتوسا فنزعت عنها اثوابها الثمينة واعطتها للاسقف لكي يبيعها ويوزع ثمنها على الفقراء ولبست ثوباً حقيراً ورجعت الى امها، فغضبت هذه عليها وارادت ان توشي بها، فتوارت انتوسا ولجأت الى الاسقف القديس وطلبت ان يلبسها ثوب الرهبنة. فألبسها اياه بعد ان نذرت بتوليتها للسيد المسيح. وذهبت الى البرية، حيث عاشت بالصلاة والتأمل وممارسة انواع الاماتة والتقشف مدة ثلاث وعشرين سنة. وكانت تحارب تجارب ابليس بالصلاة وقهر الجسد. وبعد هذا الجهاد الطويل استودعت روحها الطاهرة بين يدي الله.
اما والي المدينة فقد استحضر الاسقف، فأجاب بكل شجاعة انه لا يعمل إلاّ الخير، وانه من الجور والظلم اضطهاده للمسيحيين وان عبادة الاصنام لا خير فيها. فاستشاط الوالي غيظاً وأمر به فعذبوه كثيراً ثم قطعوا رأسه فتكلل بمجد الشهادة. ثم استحضر الوالي خادمَي القديسة انتوسا، فلم يخافا تهديده، بل جاهرا بايمانهما بالاله القادر على كل شيء. وبأن الاصنام آلهة كاذبة، فأمر الوالي حالاً بضرب عنقهما بعد ان اذاقهما امر العذابات، وبذلك حظبا باكليل الشهادة في اواسط القرن الثالث. صلاتهم معنا. آمين.