ولدت اوفيميا في خلقيدونية من ابوين تقيين، وترعرعت على محبة التقوى والفضيلة. ولما ثار الاضطهاد على المسيحيين في ايام الملك ديوكلتيانوس، قبض عليها بركسوس والي آسيا الصغرى، مع بعض المسيحيين وأمرهم بأن يضحوا للآلهة، فرفضوا. فعذبوهم وطرحوهم في السجن.
اما اوفيميا فأرادا الوالي ان يربحها بالملاطفة، فأجابته: أنا مسيحية لا شيء يمكنه ان يفصلني عن محبة المسيح. فأمر الوالي بوضعها على دواليب مسننة فتمزق جسدها، انما الله انقذها وأبرأ جراحها. اشتد غيظ الوالي، فأمر بجلدها وطرحها بالنار، واوفيميا تتشدد محبةً بيسوع. واخيراً القوها للوحوش فلم تفترسها، وهناك فاضت روحها الطاهرة سنة 404 فجاء ابوها وامها مع المؤمنين واخذوا جثمانها الطاهر ودفنوه في ضريح جديد، وكانت رائحة زكية تفوح منه. وقيل ان البطريرك التقط باسفنجة دماً من جسدها. وكان يوزعه ذخائر على المؤمنين تشفي امراضهم.
وقد بنوا كنيسة فخمة على اسمها حيث عقد فيها المجمع الخلكيدوني الرابع المقدس سنة 451. ويروى ان آباء المجمع المذكور اتفقوا فوضعوا فيقبرها صك الامانة الكاثوليكية القائلة بالطبيعتين والمشيئتين في المسيح. وصك الهراطقة القائلة بالطبيعة الواحدة. وفي اليوم التالي وجدوا الصك الاول قد قبضت عليه القديسة بيمينها فناولته للبطريرك اناطوليوس، والصك الثاني على قدميها. فمجدَ المؤمنون الله الذي اظهر الحقيقة على يد القديسة الطاهرة. صلاتها معنا. آمين.