ولد خريسنتوس في الاسكندرية من اسرة وثنية. وتثقف بالعلوم الفلسفية في روميه، اذ كان ابوه عضواً في المشيخة الرومانية. ولفرط ذكائه، لم تكن الوثنية لتُقنع عقله وتُشبع قلبه. ولمَّا سمع بايمان المسيح، اخذ يطالع الانجيل، فراقته تعاليمُه السامية.
فآمن بالمسيح واعتمد. وما عرف ابوه بذلك، حتى جنَّ جنونه، لما كان عليه من التعصب لوثنيته والتمسك بمقامه. فأمره بان يعود الى دين آبائه، فأبى، فطرحه في سجن مظلم. وحاول ان يزوجه من فتاة رائعة الجمال، تدعى داريا، من عابدات الإلهة فُستا، فأتت هذه اليه وأخذت تلاطفه. أما هو فراح يُفهمها فساد الوثنية وصحَّة الدين المسيحي وسمو تعاليمه وشرف البتولية. فأثر فيها كلامه ومسَّت النعمة قلبها. فآمنت بالمسيح، فاتفق معها على الزواج، شرط حفظ العفة، فرضيت. وعاشا اخوين ملاكين.
وانطلقا يبشران بالانجيل، فردَّا الكثيرين من الوثنيين الى الايمان القويم. فألقى الوالي سلارينوس القبض عليهما وارسلهما الى القائد كلوديوس الذي امر جنوده بتعذيبهما، فلم ينل منهما مأرباً. ثم قيَّدوا خريسنتوس بسلاسل من حديد وطرحوه في السجن، فانحلَّت القيود وأضاء السجن نورٌ سماوي أدهش الحاضرين. فآمن القائد كلوديوس وزوجته وولداه وغيرهم. فأمر الملك نوميريانوس بقتلهم جميعاً ففازوا بالشهادة.
ثم ساروا بخريسنتوس وداريا، الى خارج المدينة وطرحوهما في حفرةٍ رملية على طريق سالاريا، ورموا الحفرة بالحجارة، فدفنوهما حيَّين وهما يسبحان الله ويشكرانه على نعمة الاستشهاد. وكان ذلك سنة 284. صلاتهما معنا.آمين.
#شربل سكران بألله