كان هذان الشهيدان اخوين من مدينة براشيا بايطاليا. شبَّا على الفضيلة وتثقفا بالعلوم فرسم اسقفُ براشيا فوستينوس كاهناً وأخاه يوتيناس شماساً انجيلياً فتفانيا في خدمة الكنيسة والمؤمنين وردّا بوعظهما كثيرين الى الايمان بالمسيح. ولمّا استأنف الملك ادريانوس الاضطهاد على المسيحيين قبض عليهما والي براشيا وكلَّفهما السجود للاصنام، متملِّقاً ومهدِّداً اياهما، فلم يذعنا لامره. ثم مرّ الملك نفسه ببراشيا وأمر ان يسجدا للصنم في هيكل الشمس. وما دخلا الهيكل وصلّيا الى الله حتى خزي الصنم وسقط فحنق الملك وأمر فطرحوهما للوحوش فآنستهما ولذلك آمن كثيرون ومنهم أحد اعوان الملك وامرأة الوالي. فطُرِحا في السجن حيث اشرق نور وجاءت الملائكة تشجعهما وتفعم قلبيهما فرحاً. وكان لثباتهما ولكثرة الذين آمنوا بسببهما ما جعل الملك يخشى حدوث ثورة، فأخذهما الى ميلانو ومعهما كالوتيروس احد أعوان الملك لأنه آمن. وهناك بسطوهم على ظهورهم وصبوا رصاصاً مذاباً في أفواههم، فلم يتذمّروا ولم يشعروا باذى، ثم كووهم بصفائح من حديد محمية فطفقوا يسبحون الله وبذلك تمت شهادتهم. وجاءوا بالشهيدين الاخوين الى روما حيث أذاقوهما أشدّ العذابات هولاً فلم ينثنيا عن عزمهما وثباتهما. وبعد ذلك أرسلهما الملك الى نابولي حيث طرحوهما في البحر فخرجا منه سالمين. فقطعوا رأسيهما في السنة 122. صلاتهما معنا. آمين.
#شربل سكران بألله