ولد هذا البار في اورشليم، وتوطن مدينة بيسان على شاطئ الاردن، وصار خادم كنيستها، بصفة قارئ الاسفار المقدسة ومترجمها للشعب من اللغة اليونانية الى اللغة السريانية، لغة الشعب. وقد اقامه الاسقف مقسِّما يطرد بصلاته الشياطين.
وكان بروكوبيوس قائماً بخدمته هذه حق القيام، ممارساً انواع النسك والتقشف قهراً لجسده وحفاظاً على طهارته الملائكية. لا يتناول مأكلاً سوى الخبز والماء فقط كل ثلاثة او اربعة ايام مرة واحدة. يغذي نفسه بمطالعة الكتب المقدسة، نهاراً وليلاً. وكان حميد الخصال، متسامياً بالفضيلة ولا سيما الوداعة والتواضع فضلاً عن تضلعه من العلوم اللاهوتية والعالمية.
ولما اثار ديوكلتيانوس الاضطهاد على المسيحيين وبلغت اوامره الى قيصرية فلسطين، كان بروكوبيوس اول مَن نال اكليل الشهادة في هذه المدينة، إذ انّ الوالي فلابيانوس ارسل فقبض عليه مع غيره من المسيحيين، فأتوا بهم الى قيصرية، عاصمة الاقليم. ولما مثل بروكوبيوس امام الوالي أمره ان يسجد لآلهة المملكة. فأجابه بصوتٍ عالٍ:" انا لا اعرف الا الهاً واحداً فقط هو خالق السماوات والارض وله وحده يجب السجود". فكان جوابه هذا كحربةٍ طَعنت قلب الوالي؟ فأمره بالخضوع لاوامر الملوك. فلم ينثن القديس عن عزمه. وأجاب ببيت شعر من اوميريوس مفاده: لا خير من مملكة يضبط زمامها كثيرون. عندئذ امر به الوالي، فضُرِبَت عنقُه وتكلل بالشهادة سنة 303. صلاته معنا. آمين.