ان البار ابراميوس الملقب بشينا اي الامان، كان من بلد انطاكية رئيساً على جماعة من اللصوص، اراد يوماً ان ينهب ديراً للرهبات فتزيّى واصحابه بزيّ الرهبان ودخل الدير لينهبه فاستقبلته الراهبات وقامت احداهن تغسل رجليه بحسب العادة الجارية عندهن في استقبال الضيوف. وكانت احدى الراهبات مريضة مقعدة، فادّهنت بتلك الغسالة فشفيت. فلما رأى ابراميوس هذه الاعجوبة وما كان في جو ذلك الدير من صلاح وقداسة، تأثر جداً ومست النعمة قلبه في الحال وعزم على ان يتوب ويرجع عن سيرته الاثيمة. ولساعته اظهر نفسه للراهبات واخبرهن عن قصده في دخوله ديرهن. وتأكداً لذلك ابان لهن عن سيفه المخبأ ورمى به بين ايدهن اشارة اعطائهن الامان، لذلك لقب بشينا اي الامان. ثم ترهب هو ورفقته وانهوا حياتهم بافعال التوبة والتنسك. وصار شينا رئيساً عليهم في الدير ورد بارشاداته عدداً وافراً من الوثنيين ورقد بسلام.صلاته معنا. آمين.
وفيه تذكار مار ساسين
كان هذا القديس اسقفاً على مدينة كوزيكس، قبض والي كوزيكس عليه فاعترف بايمانه المسيحي بكل جرأة. فغضب الحاكم وامره بأن يضحِّي للاصنام فأبى واخذ يبيِّن فساد العبادة الوثنية وخرافاتها وان الديانة المسيحية هي الديانة الحقَّة. فاستشاط الوالي غيظاً وامر بعذابه فشدّوه الى خيلٍ غير مروَّضة، حتى تهشم جسمه. ثم جلدوه جلداً قاسياً، وهو صابر ثابت في ايمانه. فألقوه في السجن مغلَّلاً بقيود من حديد. ولما قام الملك قسطنطين الكبير ونصر الكنيسة وحرَّرها من الاضطهاد، اطلق سبيل الاسقف القديس وارجعه الى كرسيه. ولما ظهرت بدعة اريوس، انعقد المجمع النيقاوي الاول 325 اخذ ساسين يجادل الاريوسيين ويفحمهم ببراهينه السديدة. ثم رجع الى كرسيه يذيع تعليم المجمع النيقاوي.
كان غالايوس عدواً لقسطنطين وللمسيحيين، فقبض على الاسقف ساسين وانزل به أشدَّ العذابات حتى انتهت حياته بقطع رأسه نحو السنة 328. صلاته معنا. آمين.
#شربل سكران بألله