نشأ قذراتس في مدينة آثينا في اواخر القرن الاول. وقد تثقف على اشهر علمائها وكان تلميذاً للرسل الاطهار كما يقول القديس ايرونيموس. وقد اشتهر بكتاباته الدفاعية عن الديانة المسيحية.
فبعد ان بشر هذا القديس بالانجيل في اماكن عديدة، اقيم اسقفاً على آثينا حيث كانت وطأة الاضطهاد شديدة جداَ على المسيحيين، فهب كالاسد المجروح، يدافع عنهم بكل ما اوتيه من روح الايمان الحي ومرهف القلم واللسان. واخذ يعترض على احكام الولاة الجائرة ويحامي عن شرف الدين المسيحي وسمو تعاليمه وقداسة اسراره، وحسن سلوك المسيحيين واخلاصهم للمملكة، وذلك بادلة وبراهين ساطعة.
فدبّج عريضة مسهبة بذلك وقدّمها بذاته الى الملك ادريانوس الذي جاء زائراً آثينا، فكان لهذه العريضة وللخطبة التي القاها قذراتس امام الملك تأثير عظيم فأمر بان يعامل المسيحيون بموجب الشرائع وان لا يحكم عليهم بالموت الا لجرم ثابت ثقيل.
واستمر هذا الاسقف القديس يسوس رعيته بغيرة رسولية لا تعرف تعباً ولا مللاً الى ان رقد بالرب سنة 138 صلاته معنا. آمين.
وفي هذا اليوم ايضاً: تذكار تاودورس الشهيد
ولد هذا القديس في مدينة برجا، في اقليم بمفيليا في اوائل القرن الثاني للمسيح. ولما شب عُيِّن جندياً في جيش الملك انطونينوس قيصر يمارس الفاضئل السامية والتقوى الصحيحة والشفقة على المساكين.
ولما كان في مدينة صور، وُشِي به الى الوالي بأنه مسيحي. أُمِرَ بأن يضحي للاصنام، فرفض وترك وظيفة الجندية قائلاً:" انني حينما اقتبلت سر العماد تجندت لملك السماوات يسوع المسيح فلا اريد بعد الآن، ان اخدم ملكاً ارضياً". فأمر الوالي بضربه وجلده بقساوة بربرية، فكان القديس صابراً ثابتاً في ايمانه. ثم وضعوه في اتون نار متقدة، فصانه الله من الحريق وخرج من الاتون سالماً، فعند هذه الآية الباهرة، آمن اثنان من الجند هما سقراط وديونسيوس، واعترفا جهاراً بايمانهما بالمسيح.
وكانت فيليا والدة القديس تاودورس حاضرة، فأمر الوالي بقطع رأسها ورأسي الجنديين اللذين آمنا. ففاز ثلاثتهم بالشهادة. اما تاودورس، فحُكم عليه بالموت مصلوباً على خشبة، حيث بقي ثلاثة ايام صابراً مصلياً وشاكراً الله، الى ان اسلم الروح وتكلل بالشهادة في اواسط القرن الثاني للمسيح. صلاته معنا. آمين.
#شربل سكران بألله