ولد لوكيانس سنة 240، في سوريا. وتوفي والداه وهو في الثامنة عشرة من العمر. فتتلمذ لرجل يدعى كربوس، قدير بشرح الكتب المقدسة.
فانعكف على الصلاة ومطالعة الكتاب المقدس. ثم جاء انطاكية وأنشأ فيها مدرسة لتفسير الاسفار الالهية. وقد اشتهرت مدرسته بالعلوم اللاهوتية، فأخرجت علماء اعلاماً، تفاخر بهم الكنيسة، نظير يوحنا فم الذهب وسواه.
فالقى القبض عليه الملك مكسيميانوس واخذ يتملقه ويعده بالمراتب السامية، ان هو كفر بالمسيح. فأجاب:" أنا مسيحي ولا شيء يفصلني عن محبة المسيح". فأذاقوه أمرّ العذابات، ثم طرحوه في السجن، فكان يعزِّي المؤمنين والمسجونين، ويثبتهم في ايمانهم، الى ان سفك دمه لاجل الفادي الالهي سنة 312.
وقد مدحه القديس الذهبي الفم بخطاب بليغ. وألف كتباً نفيسة، لم يبق منها سوى رسالة وجهها من السجن الى مسيحيي انطاكية وقانون الايمان الذي استشهد ببعض فقراته القديس يوحنا مارون في رسالته الى ابنائه في لبنان. صلاته معنا. آمين!
وفي هذا اليوم أيضاً
تذكار القديس آشعيا الحلبي العجائبي
ولد آشعيا في مدينة حلب. كان ابوه سوماخوس والياً على حلب من قبل الملك قسطنطين الكبير. شبَّ آشعيا على حب الفضائل ولا سيما العفة. فنذر بتوليته لله، على غير علم من والديه.
بعد زواجه اتفق مع خطيبته على حفظ العفة. فذهبت الى دير الراهبات. وانضوى هو تحت لواء القديس اوجين، يسير معه في طريق الكمال الانجيلي والتبشير.
وكان ابوه سوماخوس قد جدّ في طلبه فوجده بالهام الله في دير القديس اوجين، ففرح وتعزَّى به جداً.
ثم عاد آشعيا الى نواحي حلب وبنى قلِّيَّةً عاكفاً فيها على الصلاة والتقشف. فذاع صيت قداسته وعجائبه، فأتاه الكثيرون يتتلمذون له، فأقام لهم قلالي حول منسكه، ووضع لهم قوانين.
وبعد ان عاش في الرهبانية اثنتين وسبعين سنة، رقد بالرب في اواخر القرن الرابع واليه تنتسب الرهبانية الانطونية، وقد شيَّدت على اسمه ديرها الامّ، على احدى اجمل قمم لبنان – جهة المتن. صلاته معنا. آمين!
#شربل سكران بألله