كان القديس موريسيوس قائد فرقة رومانية مؤلفة من 6660 جندياً. كُلفّ بالمحافظة على المقاطعات الرومانية في جهات فلسطين في ايام ديوكلتيانوس ومكسيميانوس. وهناك اهتدى موريسيوس الى الايمان بالمسيح على يد اسقف اورشليم واهتدت فرقته معه واعتمدوا حميعاً.
فلما عرف الوالي أمرهم بتقديم الذبيحة لآلهته. فرفضوا. فأمر بقتل بعضهم تخويفاً للبقية. فقام موريسيوس وكتب يقول للملك:" اننا نقبل الموت بكل سرور محبة بالمسيح الذي مات لاجلنا وخلّصنا. نحن نخدمك ايها الملك، ولكننا نعبد الله ونؤمن بالسيح وانجيله المقدس. ونقبل الموت بكل شوق". فاغتاظ الملك وأمر بقتلهم جميعاً. فقدموا اعناقهم للذبح مثل معلمهم الذي سيق الى الذبح كنعجة ولم يفتح فاه. وكان ذلك سنة 303. صلاتهم معنا. آمين.
وفيه أيضاً: تذكار القديس فوقا الشهيد
نعلم انه عاش في ايام الرسل. رُسِم اسقفاً على مدينة سينوبي، في البُنُطوس، واشتهر في الشرق والغرب.
وفيما كان يدبر ابرشيته ويحنو على رعاياه ويبشر بالمسيح بغيرة لا تعرف الملل، قبض عليه والي البلاد وكلفه ان يضحي للاوثان فأبى واعترف بايمانه بالمسيح فأنزل به الوالي اعذبة قاسية، منها انه انزله في اتون نار مضطرم فكان صابراً يشكر الله ويترنم بتسبحة الاطفال الثلاثة في اتون بابل. فحدثت زلزلة قوية طرحت الوالي وجنوده صرعى لا يعون على شيء. فرق لهم القديس وتضرع الى الله من اجلهم فعادوا الى رشدهم مندهشين من هذا الحادث العجيب ومن شفقة القديس عليهم. عندئذ ترك الوالي الشهيد وشأنه، فرجع الى ابرشيته يواصل جهاده واعماله البطولية.
ثم قبض الوالي ثانية على القديس فوقا. ولما ابى ان يضحي للاوثان امر به فعذبوه بقساوة بربرية، وطرحوه في حمام مشتعل ناراً فاستمر ثلاث ساعات معتصماً بالصبر وبالصلاة الحارة الى ان فاضت روحه الطاهرة عام 115. فكان ضريحه ينبوع نعم ومعجزات. للقديس يوحنا فم الذهب خطاب بديع في مدحه يوم نقل ذخائره من النُنطوس الى القسطنطينية. وعلى اسم القديس فوقا كنائس عدة في لبنان منذ القرن السادس. صلاته معنا. آمين!
#شربل سكران بألله