كان يعقوب من سبط يهوذا ومن قانا الجليل، ابوه كلاوبا او حلفى وامه مريم ابنة عم او ابنة خالة العذراء ام يسوع. لذلك دُعي أخا الرب، لأن اليهود كانوا يسمون الاقرباء الأدنين "أخوة". وقد ذُكر هو واخوه يهوذا او تدّاوُس بين الرسل الاثني عشر (لوقا 6: 15و16) وقد لقَّب بالصغير، تميزاً له عن يعقوب الكبير الرسول ابن زبدى اخي يوحنا.
وكان هو وبطرس ويوحنا معتبرين كأعمدة الكنيسة، كما يقول مار بولس (غلاطية 2: 9). ويذكر مار بولس أيضاً: ان الرب يسوع تراءى ليعقوب خصوصاً، كما ترآءى لكيفا ولسائر الرسل (1كور15: 7). ولما تفرَّق الرسل للبشارة، بقي هو وحده في اورشليم كما صرّح مار بولس (غلاطية1: 18).
بعد العنصرة، اخذ يعقوب يبشر بالانجيل في اورشليم وجوارها. وقد أهين وضرب وسجن كسائر الرسل وكان صابراً مسروراً. ثم اقيم اسقفاً على اورشليم، فكان ذلك الراعي الصالح لتلك الكنيسة الاولى، ام الكنائس، يبذل نفسه عن رعيته ويرد الكثيرين الى الايمان بالمسيح.
وكان في حياته مثلاً للنسك والتقشف والبرارة.
فحسده رؤساء الكهنة، وفي مقدمتهم حنان، وعملوا على قتله. فاصعدوه الى جناح الهيكل وسألوه عن رأيه في المسيح، فجاهر قائلاً: انه ابن الله الوحيد الجالس عن يمين الله. وسوف يأتي ليدين الاحياء والاموات. فطرحوه الى اسفل، فتكسرت اعضاؤه واشرف على الموت. فرفع عينيه الى السماء، غافراً لهم، كما فعل الرب يسوع واستفانوس اول الشهداء، وقال:" يا رب، لا تُقم عليهم هذه الخطيئة". وبعد ان رجموه بالحجارة ضربه احدهم بمطرقة على رأسه، ففاضت روحه الطاهرة، في عيد الفصح في العاشر من نيسان سنة 62.
وله اعظم فضل بوضعه الليتورجيا الاولى للقداس، المعروفة باسمه، وعنها صدرت جميع الليتورجيات. ورسائله هي الاولى بين رسائل الكاثوليكية، بها يبين وجوب المحبة والاحسان ولزوم الايمان المقرون بالاعمال. ويصرِّح عن سر مسحة المرضى (يعقوب 5: 14و 15) صلاته تكون معنا. آمين!...
#شربل سكران بألله