ولد هذا القديس العظيم في مدينة بوردو إحدى مدن فرنسا، من اسرة اشتهرت بشرفها وثروتها. فدرس على الخطيب والشاعر الشهير اوسينوس. وبسمت له الدنيا ولا سيما بما كان له من املاك واسعة في فرنسا واسبانيا وروما. ثم اقترن بامرأة اسبانية تسمى تراسيا تضاهيه شرفاً وثروة وفضيلة. رزق منها ولداً لم يعش سوى ثمانية ايام، فنذر هو وامرأته ان يعيشا عفيفَين.
ثم اقامه الملك والنتيان قنصلاً ثم والياً على روما، فأحسن القيام بوظيفته وتعرف بالقديس امبروسيوس في ميلانو، فأحبه كثيراً. كما امتدحه القديسان اغوسطينوس وايرونيموس. ترك وظيفته وآثر العيشة النسكية منفرداً في مدينة برشلونا. فأدهش الناس بضائله وتقشفاته وسيرته الملائكية. فطلب الاكليروس والاعيان من اولمبيوس الاسقف ان يرسم يولينوس كاهناً، فارتقى الدرجة المقدسة سنة 373. فذهب وباع املاكه في فرنسا واسبانيا ووزع اثمانها على الفقراء والبائسين وافتداء الاسرى واطلاق سبيل المسجونين وايفاء الديون عن المتضايقين ومساعدة الارامل والايتام.
ثم سار الى ميلانو فأجلّه القديس امبروسيوس واحصاه بين كهنة كنيسته. ثم جاء الى روما فلقيه الشعب باحتفال نادر المثال. وفي السنة 394 أتى مدينة نولا وتبعته امرأته تراسيا. فأقاما هناك بيت يخصهما، منفصلَين الواحد عن الآخر، لابسَين الزي الرهباني، يمارسان العيشة النسكية.
وعاش هذا القديس خمس عشرة سنة بالفقر والمسكنة والنسك الشاق، حتى ادهش اهل اوروبا. وفي سنة 409 توفي اسقف نولا، فانتُخِب يولينوس خلفاً له، فدبر رعيته بما عرف به من غيرة وتواضع وتضحية.
ثم رقد بالرب سنة 431 كما ان امرأته استمرت عائشة بالنسك والعبادة الى ان ماتت بنسمة القداسة. ولهذا القديس رسائل ومؤلفات نفيسة، وجسده محفوظ في روما مع ذخائر برتلماوس الرسول في الكنيسة. صلاته معنا. آمين.
#شربل سكران بألله