ان هذا الرسول يسمى في الانجيل يهوذا (لوقا 6: 16) او تداوس ولابي وهو من الاثني عشر كما جاء في انجيل متى ( 10: 3). وكان تداوس اخاً ليعقوب الصغير اسقف اورشليم ولسمعان ويوسى وهو واخوته هؤلاء يدعون اخوة الرب (متى 13: 55).
وقد خصَّ انجيلُ يوحنا يهوذا الرسول بسؤال وجّهه الى السيد المسيح عن كيفية ظهوره، بقوله:" كيف انت مزمع ان تظهر لنا ذاتك ولا تظهرها للعالم؟" لان اليهود ومنهم الرسل، كانوا ينتظرون المسيح ملكاً جباراً غنياً، تحيط به قوات مسلحة. فقال لهم الرب ان ملكه ليس ملكاً زمنياً، بل هو ملك النعمة في قلوب محبيه وحافظي وصاياه ولهؤلاء ملكوت النعيم السماوي.
وبعد حلول الروح القدس اخذ يهوذا يبشر بالمسيح في اورشليم واليهودية صابراً على احتمال انواع الاهانات حتى الضرب والسجن نظير باقي الرسل. ثم بشَّر في بلاد ما بين النهرين وادوم والبلاد العربية وارمينيا ورد كثيرين الى الايمان. فقبض عليه الوثنيون وشدوه الى خشبة ورموه بالسهام الى ان فاضت روحه الطاهرة.
ويروى انه التقى بالرسول سمعان القانوي في بلاد فاس حيث اشتركا في التبشير بالانجيل فمنحهما الله السلطان على الشياطين وخزي السحرة وشفاء المرضى واذ رآهما برداخ قائد الجيش، حفل بهما وكان يستعد لمهاجمة بلاد الهند، عملاً بمشورة السحرة. فتنبأ الرسولان له بأن العدو يأتيه صاغراً طالباً الصلح فلا لزوم للمهاجمة. وقد تمت النبوءة بوقتها. فآمن القائد ورذل السحرة وعبادتهم واعتمد هو وجميع رجاله.
فقام العرافون وعبدة الشمس يثيرون الحكام والشعب عليهما فطرحوهما في السجن، وكلفوهما العبادة للشمس فأبيا واعترفا بالمسيح الاله الحقيقي، فانهالوا عليهما بالضرب حتى اماتوهما فنالا اكليل الشهادة في السنة 68 للمسيح. صلاتهما معنا. آمين.
#شربل سكران بألله