كان متى من قانا الجليل ويسَّمى لاوي بن حلفى وكان عشَّاراً اي جابياً العشور. ولما مرَّ يسوع بمكان الجباية، على طريق كفرناحوم دعاه، فلساعته لبَّى الدعوة وترك وظيفته وسار مع السيد المسيح منضمّاً الى الاثني عشر رسولاً.
دعا يسوع الى بيته وصنع له وليمة عظيمة. هناك قال يسوع راداً على اعتراض الفريسيين:" لا يحتاج الأصحاء الى طبيب، لكن ذوو الأسقام" (متى 9: 10 – 13).
ولزم متى العشار معلمه الالهي نظير سائر الرسل، واقفاً حياته كلَّها على خدمته. فسمع تعاليمه الالهية واغتبط بمشاهدة عجائبه وقيامته المجيدة وصعوده الى السماء. وبعد حلول الروح القدس يوم العنصرة، اخذ يبشر باسم يسوع في اورشليم واليهودية.
وهو اول من كتب انجيل الرب، في السنة الثامنة بعد صعوده الى السماء وهي الحادي والاربعون للمسيح. وكان ذلك قبل مغادرته اورشليم.
وكتب انجيله باللغة الارامية اي السريانية، ثم نُقل الى اللغة اليونانية، وبه يُثبت ان يسوع هو المسيح المنتظر الذي تمَّت به النبوءات. ولمَّا توزَّع الرسل للبشارة، قام متى يطوف بلاد الله الواسعة. فذهب الى مصر، حيث آمن على يده كثيرون.
ومن هناك استأنف سيره الى بلادالحبشة. فهدى الناس الى الايمان بالمسيح. وايَّده الله بصنع المعجزات. فأقام من الموت ابن الملك واسمه اوفرانو، فآمن الملك ومملكته بأسرها، عند هذه الاعجوبة الباهرة. ولا سيما ابنة الملك ايفيجانيا التي رغَّبها الرسول في حفظ البتولية، واقتدى بها كثيرات من رفيقاتها.
وكان الملك الجديد هيرناس يريد الاقتران بالبتول ايفيجانيا، لانه شغف بجمالها، فجاء يطلب من الرسول ان يقنعها بذلك، فلم يجبه على طلبه، فحنق عليه الملك وارسل جندياً الى الكنيسة، حيث كان القديس يقيم الذبيحة الالهية، فطعنه بحربةٍ فأسلم الروح.
ودامت بشارته في بلاد الحبش ثلاثاً وعشرين سنة، هدم فيها هياكل الاصنام واقام الكنائس ورسم الاساقفة والكهنة والشمامسة. وكانت وفاته نحو السنة التسعين للميلاد. صلاته معنا. آمين.
#شربل سكران بألله