كان مينا من المتقدمين عند الملك مكسيميانوس قيصر، معروفاً بثقافته وفصاحته. فارسله الملك الى الاسكندرية لحل بعض المشاكل. تعرَّف ببعض العلماء المسيحيين، فأعجب بتعاليمهم وفضائلهم وآمن بالمسيح واعتمد. فبلغ خبره مكسيميانوس، فغضب وارسل هرموجانوس ليُقنع مينا بالرجوع الى عبادة الاصنام، وإِلاَّ فيقتله، فلم يُفلح. فعذبه وفقأ عينيه وقطع لسانه، وهو صابر، لا يئن ولا يتذمر، وشاء الله ان يشرِّفه بمعجزة، فجعله يُبصر ويتكلم ويسبح الله. وعند هذا المشهد العجيب آمن هرموجانوس فعمَّده مينا واندفع كلاهما يبشران بالمسيح. فجاء الملك نفسه الى الاسكندرية ومعه امين سره اوغرانوس. فأنزل بهما أمر العذابات وهما ثابتان في ايمانهما فتأثر اوغرانوس جداً ومست النعمة قلبه، فآمن. فاستشاط الملك غيظاً وامر بضرب اعناق الثلاثة معاً، ففازوا بالشهادة سنة 296. صلاتهم معنا. آمين.
وفي هذا اليوم أيضاً:
تذكار البابا القديس ملكياد
اصل هذا القديس من افريقيا، انتُخب حبراً اعظم في 2تموز سنة 310، اباّن ثورة الاضطهاد على المسيحيين. وفي سنة 312 انتصر قسطنطين الكبير على مكسانس واعتمد وحرَّر الكنيسة واوقف الاضطهاد.
ولما رفع الدوناتستيون امر الخلاف الى الملك قسطنطين، حوَّله الى البابا لينظر فيه فعقد البابا مجمعاً في قصر لاتران القديم وحكم فيه على دونات وبدعته فانفضل نهائياً مع اتباعه عن الكنيسة الكاثوليكية. وقد ابدى البابا في هذا المجمع من الحكمة في فصل الخلاف واقرار السلام، ما اطلق لسان القديس اغوسطينوس في مدحه فوصفه بالرجل العظيم وابن السلام وابي الشعب المسيحي الحقيقي. وبعد ان ساس الكنيسة بكل حكمة وقداسة، رقد بالرب سنة 314.
وله رسالة الى كنائس اسبانيا في شرف المعمودية والتثبيت. ويقال ان الملك قسطنطين وهبه قصر اللاتران في روما. صلاته معنا. آمين.
#شربل سكران بألله