لما أخذ اورشليم نبوكدنصَّر ملك بابل، سبى الشعب اليهودي والملك يوياقيم وساقهم الى بابل، كان بينهم هؤلاء الفتيان الثلاثة حننيا وعزريا وميشائيل. اختارهم الملك ليكونوا معدِّين للوقوف امامه. "ووظف لهم رزق كل يوم من طعام الملك ومن خمرة شرابه" ( دانيال 1: 5). فأبوا ان يخالفوا شريعة آبائهم ويتنجَّسوا بتلك المآكل، وطلبوا ان يأكلوا الحبوب فقط.
وحلم الملك حلماً ازعجه، ولم يقدر احدٌ من السحرة والعلماء ان يفسره له. فامر بقتلهم عن آخرهم. فتقدم دانيال وصلى مع الفتيان الثلاثة، وبوحي من الله تمكَّن من تفسير ذلك الحلم وكشف ما فيه من غوامض. عندها خرَّ الملك سجد لدانيال واعترف بالإله الذي اعطاه تلك الحكمة. وولَّى الفتيان الثلاثة على اقليم بابل. ثم ان الملك صنع تمثالاً واحتفل بتدشينه، آمراً الجميع ان يسجدوا له. فأبى اولئك الفتيان الثلاثة ان يعملوا بامر الملك، فاستشاط غيظاً وامر بالقائهم في اتون النار. لكن الله ارسل ملاكه اليهم ولجم ألسنة النار عنهم فلم تمسَّهم بأذىً، بل ظلوا يتمشَّون وسط اللهب يترنمون بتسبحتهم المشهورة التي تتلى بفرضنا الكنسي، قائلين:" مباركٌ انت ايها الرب الاله آبائنا". ورأى الملك نبوكدنصَّر الملاك بينهم. فتعجب وخاف وامر باخراجهم حالاً، فوجدهم سالمين، حتى ثيابهم لم تمسَّها النار، فلم يتمالك من الهتاف قائلاً:" تبارك اله حننيا وعزريا وميشائيل الذي ارسل ملاكه وانقذ عبيده" (دانيال 3: 95). ثم اصدرا امراً الى جميع مملكته، بالاَّ يجدف احدٌ على اله حننيا وعزريا وميشائيل.
وزاد الملك في اكرامهم وترقيتهم في اقليم بابل. وعاشوا بالبرِّ والقداسة الى ان رقدوا بالرب سنة 628 قبل مجيء المسيح. صلاتهم معنا. آمين.
#شربل سكران بألله