كان يوليانوس من عين زربة في كيليكيا، ابوه وثني وأمُّه مسيحية. عكف على قراءة الكتب المقدسة، متأملاً بما فيها من المعاني السامية. ولما بلغ الثامنة عشرة من عمره، القى القبض عليه الوالي مركيانوس وكلَّفه السجود للاوثان، فأبى واعترف بالمسيح. فجلده بقساوة بربرية. وكرَّر جلده اكثر من مرة، لكي يكفر بالمسيح، فلم ينل منه مأرباً، رغم الدماء المتفجرة من جراحاته. فالقاه في السجن، فجاءت امه تشجعه على احتمال العذاب من اجل المسيح، فازداد جرأةً وثباتاً، فاخرجوه من السجن وجدَّدوا جلده وكووا جراحه بالنار وهو صابر يشكر الله.
اخيراً زجّوه في البحر، فتمت شهادته ونال اكليل الظفر سنة 303.
ووجد المؤمنون جسده عائماً على وجه الماء، فأتوا به الى انطاكية ودفنوه باكرام. فاجرى الله على ضريحه عجائب باهرة. صلاته معنا. آمين.
وفي هذا اليوم أيضاً:
تذكار القديسة يوليانا الشهيدة
ولدت يوليانا في نيقوميدية من اسرة شريفة. آمنت بالمسيح عن يد احد المسيحيين. خطبت لرجل شريف ورفضت ان تتزوج. عندئذ استشاط ابوها غيظاً وضربها بقساوة بربرية. وجاء بها الى الحاكم الويزيوس فامر بتعذيبها، فجلدت جلداً عنيفاً، حتى سالت دماؤها مدة ست ساعات. شفاها الله من جراحها.
وفي الغد امرها بالسجود للاوثان فلم تذعن له. حينئذٍ مزَّقوا جسدها بمخالب من حديد والقوها في تنور فيه زيت يغلي، فحفظها الله سالمةً من اذىً. ولدى هذه الاعجوبة الباهرة، صاح عدد من الشعب الحاضر: إن اله يوليانا هو الاله الحقيقي. وآمن منهم نحو خمسمئة رجل ومئة وثلاثين امرأة. فقُطعت رؤوسهم ورأس الشهيدة يوليانا، وهي في الثامنة عشرة من العمر. وفاز جميعهم باكليل الشهادة في اوائل القرن الرابع للمسيح. صلاتهم معنا. آمين.
#شربل سكران بألله