هذا كان من تارسيا في ماسيسيا من آسيا الصغرى، ابن والدين تقيَّين غنيَّين ارضعاه لبان التقوى. ولما شبَّ لحق بعمَّيه جيورجيوس وباسيليوس المترهبَين في جبل اولمبوس وحمل نير الرهبانية الثقيل. وتفانى في خدمة الرهبان بكل تجرد ونشاط، وكان يمارس اقسى التقشفات مدة الخمس والسبعين سنة التي صرفها بالنسك. فاحبه اخوته الرهبان واعتبروه جداً، حتى ارغموه، بعد وفاة رئيسهم، على ان يكون رئيساً عليهم، فقام يهتم بامورهم الروحية والزمنية بكل غيرة ومحبة، يعاون كلاً منهم في عمله اليومي، ويَصرف ليله في الصلاة والتأمل. ولعظم قداسته منحه الله صنع العجائب الكثيرة حتى لُقِّبَ "بصانع العجائب". ولما دنت ساعة وفاته، جمع الرهبان وودَّعهم بخطاب روحي مؤثر جداً واوصاهم بالسعي الدائم وراء الكمال الذي هو غاية الرهبانية. ورقد بالرب في اواسط القرن التاسع. صلاته معنا. آمين.
#شربل سكران بألله