كان هؤلاء من مدينة الرهّا ولم يكن استشهادهم في وقت واحد.
اما غوريا وصامونا فقد امتازا بالاخلاق الحسنة والفضائل الراهنة. فكانت لهما الكلمة النافذة، بين مواطينهما. ولذلك تمكَّنا من تشجيع المؤمنين على احتمال الاضطهاد والثبات في ايمانهم. فقبض عليهما والي الرُّها انطونينوس واخذ يتملقَّهما تارةً ويتهدّدهما اخرى محاولاً إقناعهما بالكفر بالمسيح والسجود للاصنام، فقالا له:
" حاشا لنا ان نعبُد آلهة هي صنعةُ البشر".
عندئذٍ انزل بهما اشدَّ العذابات هولاً: من سجن مظلم وجلدٍ عنيف وربط بالحبال وتعليق جسديهما في الفضاء. ثم طرحهما في حفرة عميقة ليموتا جوعاً، وفي هذه العذابات كلَّها، كان الشهيدان صابرين يصلِّيان ويشكران الله. ولمَّا رأى الوالي أنَّ في اطالة عذابهما تشجيعاً لغيرهما، امر بقطع رأسيهما فنالا اكليل الشهادة سنة 304. فدفنهما المسيحيون في قبر واحد في مدينة الرها، حيث اجرى الله بشفاعتهما عجائب كثيرة.
اما مواطنهما حبيب الشماس الانجيلي فكان يعلِّم ويعظ ويبشِّر بالمسيح بحماسة وشجاعة. فقبضوا عليه وشدَّدوا في عذابه بالجلد وامشاط الحديد حتى تمزَّق جسده وهو صابر تلوح في محيَّاه علامات البهجة والسرور. فقال له الحاكم: اراك تتلذَّذ بهذه الآلام؟ فاجاب:" نعم، لا ألذَّ عندي من العذاب والموت لانَّ لي فيهما حياة ابدية". فامر الحاكم باحراقه حياً. فودَّع الشهيد أمَّه واصدقاءه واندفع من تلقائه، وارتمى في النار فاحترق، وانضمَّ الى مواطنيه الشهيدين غوريا وصامونا في الاخدار السماوية سنة 322. فاخذ ذووه بقايا جسده ووضعوها في قبر القديسين غوريا وصامونا. ولهذا تعيد لهم الكنيسة معاً في يوم واحد. صلاتهم معنا. آمين.
#شربل سكران بألله