كان هذا البابا ابن خوري اسمه فيليكس من أسرة رومانية غنية شريفة، اعطت الكرسي البطرسي حبراً آخر عظيماً هو القديس غريغوريوس الاول الكبير. وبعد ان توفي البابا سمبليسيوس انتخب فيليكس خلفاً له في الثاني من اذار سنة 483. وفي زمان حبريته ابتدأ الانشقاق بين الكرسي الروماني والبطريركيات الشرقية. ودام نحو خمس وثلاثين سنة، بسبب مسألة الطبيعتين في المسيح اللتين كان قد حدّدهما المجمع الخكيدوني المسكوني الرابع المقدس (451).
عقد البابا مجمعاً في روما حضره ستون اسقفاً، قرّر فيه حط بطرس الالثغ عن مقامه وقطعه من شركة الكنيسة وكان هذا قد اغتصب كرسي البطريركية الانطاكية. وأحصى اكاكيوس بين اصحاب البدع، لأنه كان مناصراً وشريكاً للالثغ. وتبعه بطرس القصَّار بطريرك انطاكية الذي اضطهد، فيمَا بعد، رهبان مار مارون وقتل منهم ثلاثمئة وخمسين راهباً.
وقد شمل البابا فيليكس الكنيسة الشرقية بعنايته الابوية الخاصة. وبذل جهده في انقاذ كنيسة افريقيا من شر الفندال البرابرة، وخفف وطأة الغوط الشرسين في اجتياحهم ايطاليا. وفي الجملة عاش هذا البابا القديس حياته كلها مجاهداً في سبيل الكنيسة وخير ابنائها. ورقد بالرب سنة 492.
ودفن في كنيسة القديس بولس الرسول في ظاهر رومة. ومن تآليفه ست عشرة رسالة. وهو اول من صدّر رسائله الى الملوك والسلاطين بكلمة "ابن"، وهو الذي انشأ كنيسة القديسين قزما ودميانوس في روما. صلاته معنا. آمين.
#شربل سكران بألله