قيل ان أبجر كان ملكاً على مدينة الرها. سمع بالآيات التي كان يصنعها السيد المسيح في اورشليم. وبما انه كان مريضاً، كتب الى المسيح رسالة بها يستدعيه اليه. ومضمون الرسالة ما سمع من معجزاته. لذلك اعترف أبجر بالمسيح وآمن انه ابن الله نزل من السماء. وختم رسالته هذه بقوله للمسيح:" لهذا ادعوك ان تأتي وتشفي ما بي من الامراض. وانا اقدم لك مدينتي، فهلم اسكن معي، تأمن شر اليهود الذين يريدون قتلك".
فأجابه السيد المسيح، قال:" طوبى لك، يا أبجر الملك، لانك آمنت بي قبل ان تراني فاستحققت الحياة الابدية. الا انه يجب علي ان اكمل الاعمال التي لاجلها أرسلت، ثم ارجع الى الذي ارسلني، وعليه لا يمكنني المجيء اليك. فأعدك بأني، بعد صعودي، ارسل اليك احد تلاميذي فيشفيك ويمنحك الحياة ولمن كان مثلك. اما مدينتك فلتكن مباركة لك وفائزة بالنصر".
وكان الملك أبجر قد طلب من رسوله حنانياس المصّور ان يأتيه بصورة السيد المسيح اذا تعذر مجيئه اليه. فأعطى المسيح حنانياس الرسول صورة وجهه مرسومة على منديل نشف به وجهه وهي غير مصنوعة بيد بشرية. فجاء بها حنانياس الى ملكه، فشفي هذا من مجرد لمسه اياها وكانت محفوظة باكرام اجيالاً طويلة في مدينة الرها، يقدم لها المؤمنون الاكرام ويشفون بواسطتها من امراضهم. وقد انقذت مراراً مدينة الرها من الاعداء. وذكرها بعض الآباء القديسين، كيوحنا الدمشقي وغيره، بمحاماتهم عن تكريم الايقونات. ثم نقلت هذه الصورة بأمر الملك رومانوس الى مدينة القسطنطينية وبقيت مكرمة في كنيستها الكبرى آجيا صوفيا حتى سنة 944. ومنها الى كنيسة " هوذا الرجل" وبعد ذلك باجيال نُقلت الى روما وهي الآن محفوظة بكل اكرام في دير القديس سلفستروس.
اما ارسال هذه الصورة مع الرسالة الى أبجر الملك، فكان نحو السنة الحادية والثلاثين للمسيح. وفي السنة 43 ذهب الرسول تادي الى الرها وبشّرَ فيها وعمّدَ الملك وأهل مدينته. جعلنا الله رسلاً لانجيله. آمين.
#شربل سكران بألله