ولد هذا القديس في روما. ولما استشهد البابا القديس فيكتور الاول (+198)، قام الشعب يصلي لاجل اختيار خلف له. وبإلهام الروح القدس اختاروا زافيرينوس بواسطة حمامة جثمت على رأسه. وكان ذلك في اثناء الاضطهاد الذي ثار على المسيحيين. فأخذ البابا يسوس الكنيسة في الخفية، صوناً لحياته، وبعد ان هدأت زوبعة الاضطهاد، أعلن رئاسته على الكنيسة جهاراً وشرع يناضل عن الايمان المستقيم ضد المبتدعين الذي ظهروا في ايامه. وبغيرته وارشاده رد بعضهم الى الايمان الحق.
وبعد ان ساس الكنيسة بكل حكمة وقداسة مدة تسع عشرة سنة، تكللت حبريته بغار الاستشهاد في 26آب سنة 217 في ايام الملك انطونيوس، ودُفِنَ في المقبرة التي أنشأها على طريق أبيَا في روما. صلاته معنا. آمين.
وفيه أيضاً: تذكار الشهيد ادريانوس
كان ادريانوس قائد فرقة من العساكر الرومانية وكان وثنياً متقدماً عند الملك ديوكلتيانوس ولم يكن يتجاوز الثمانية والعشرين من العمر. فاقترن بابنةٍ تسمى ناطاليا مسيحية تخاف الله. وبما انه كان يشاهد المسيحيين يحتملون بصبر عجيب انواع العذابات ويُقدمون على الموت والاستشهاد بكل جرأة وشجاعة، رجاء ان ينالوا المجد الابدي، تأثر جداً ومست النعمة قلبه فآمن بالمسيح. وكُتِبَ اسمُه بين اسماء الشهداء المضطهَدين وسُجِنَ معهم.
فعرفت ناطاليا امرأته بذلك فطارت فرحاً. ولما حان وقت استشهاده هرعت اليه، وسارت معه الى الملك فسأله: هل انت مقيم على جنونك؟ - أجابه الشهيد:
" اني مستعد لان اسفك دمي من اجل هذا الجنون". فاغتاظ الملك وامر بجلده حتى سالت دماؤه وظهرت احشاؤه، ثم قطعوا اطرافه وزوجته ناطاليا تشجعه على الاحتمال والثبات لينال الاكليل. أما هو فكان صابراً يشكر الله، فأمر الملك بقطع رأسه مع سائر الشهداء رفاقه. أما ناطاليا وسائر النساء اللائي كُنَّ يزرن معها الشهداء، فأمر بقطع أرجلهن وايديهن وبذلك نلن اكليل الشهادة مع الشهداء الذين سبقوهن الى المجد السماوي. وكان ذلك سنة 306. صلاتهم معنا. آمين
#شربل سكران بألله