ولدت ابولونيا في مدينة الاسكندرية من اسرة مسيحية شريفة. ولما ثار الاضطهاد على المسيحيين في الاسكندرية، ثبتت ابولونيا راسخة في ايمانها، راغبة ان تموت لاجل المسيح. فقبض عليها لوسيانوس الوالي وبعد ان أذاقها مرَّ العذاب، أضرم ناراً وتهددها بالحريق إن لم تجحد ايمانها وتضحِّ للأوثان. عندئذ اضطرم قلبها بنار محبة الله فاندفعت بشجاعة الابطال الى القاء ذاتها في النار تشكر الله على نيلها اكليل الشهادة سنة 249.
قال القديس اوغسطينوس معلقاً على طريقة استشهادها انه كان بالهام الروح والاَّ لعدّ انتحاراً. وبهذا الالهام سار كثيرات من الشهيدات نظيرها حفاظاً على طهارتنّ.
أمّا القديسة دوروتيا فكانت من قيصارية الكبادوك، قدوة للجميع بفضائلها مشهورة بذكاء عقلها وبديع جمالها. فألقى القبض عليها سابريسيوس والي المدينة وأمرها بأن تضحّي للاوثان، فرفضت بتشدد، فحنق الوالي وأحضر لها آلة العذاب وأخذ يتهددها فاجابت: انَّ الرب قال: لا تخافوا ممّن يقتل الجسد وليس له أن يفعل اكثر (متى 10: 28). فبسطوها على آلة العذاب وجذبوها بقساوة بربرية وهي ثابتة صابرة تشكر الله. ثم سلَّمها الوالي الى امرأتين جاحدتين. تسمّى الواحدة مسيحية والاخرى كاليستا، فوعظتهما القديسة فتأثّرتا وتابتا معترفتين بايمانهما بالمسيح ونالتا اكليل الشهادة حريقاً في مرجل يغلي، فاستحضر الوالي دوروتيا وأجرى عليها عذابات أشدّ من الاولى فاستمرّت راسخة القدم في ايمانها، عندئذ أمر بقطع رأسها وبه نالت اكليل الشهادة سنة 304. صلاة الشهيدتَين معنا. آمين.
#شربل سكران بألله